الإمارات العربية المتحدة- أبوظبي—: بحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، وبرعاية فخرية من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، كرّم المهرجان إرث الموسيقي الراحل جياكومو بوتشيني في حفل موسيقي مميز يوم 31 يناير في قصر الإمارات، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على وفاة المؤلف الموسيقي العالمي جياكومو بوتشيني، وذلك باستضافته للعرض الأول في العالم العربي لأوركسترا مهرجان بوتشيني بقيادة قائد الأوركسترا جاكوبو سيباري دي بيسكاسيرولي.
بتقديم مشترك من مهرجان أبوظبي، الذي يقام في دورته الحادية والعشرين تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، يبرز الحفل الأوبرالي التاريخي، بالتعاون مع سفارة إيطاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي، وبقيادة المايسترو جاكوبو سيباري دي بيسكاسيرولي، الحضور الإماراتي على خشبة مسرح مهرجان أبوظبي مع كبريات فرق الأوركسترا والباليه العالمية، من خلال عزف أوركسترا مهرجان بوتشيني، “لولاكِ” المقطوعة الموسيقية من تأليف المؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش الحائز على عضوية أكاديمية جوائز غرامي العالمية المرموقة، وذلك في أداء حي على المسرح لمقطوعة موسيقية إماراتية لأول مرة في تاريخ مهرجان أبوظبي ، إضافةً إلى مشاركة الموسيقية الإماراتية إلهام المرزوقي مع الأوركسترا، على آلة التشيللو. كما سلط العرض الضوء على الحضور الاستثنائي لأوركسترا مهرجان بوتشيني، المشهورة بمكانتها العالمية وعروضها الموسيقية الاستثنائية. وسحرت الأوركسترا الجماهير التي حضرت حفلاتها في أنحاء أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، إذ سبق وقدمت عروضاً لا تنسى في فعاليات مثل ماراثون بوتشيني في اليابان، وعروض “السيدة الفراشة” وتوراندوت التي قدمتها في أعرق المسارح.
ورأت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أنّ احتفالية المهرجان بمرور مائة عام على رحيل مؤلف الأوبرا العالمي جياكومو بوتشيني، تعكس تقديرنا للفنون العالمية واحتفاءنا بمنجز كبار المبدعين، وقالت سعادتها: “يقدّم مهرجان أبوظبي أوركسترا مهرجان بوتشيني لأول مرة في العالم العربي، بتنظيم مشترك مع السفارة الإيطالية لدى الدولة، والمعهد الثقافي الإيطالي، في أمسية تستعيد روائع الأوبرا التي ألفها بوتشيني من السيدة الفراشة، إلى البوهيمي وتوسكا وغيرها، وتسلط الضوء على الدور الذي تلعبه أبوظبي كحاضنة عالمية للفنون ومنارة للإبداع الكلاسيكي والمعاصر”.
وختمت بالقول: “بقيادة المايسترو الشهير جاكوبو سيباري دي بيسكاسيرولي، ومشاركة السوبرانو المتألقة فاليريا سيبي، والتينور النجم فرانشيسكو ميلي، يعكس هذا اللقاء الاستثنائي لكبار فناني الأوبرا من إيطاليا والعالم، المكانة الراسخة للفنون الكلاسيكية في ذاكرة التاريخ والحضارة، ودورها الخلاق في التعبير عن أسمى القيم الإنسانية”.
وقال لورنزو فنارا، السفير الإيطالي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: إن الأوبرا الإيطالية العظيمة تأتي إلى الإمارات مع أوركسترا مهرجان بوتشيني بالتعاون مع مهرجان أبوظبي، في احتفاء بالتراث الثقافي، إذ أدرجت اليونسكو الغناء الأوبرالي الإيطالي في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي في ديسمبر الماضي. إن المكانة التي تتمتع بها إيطاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة مميزة جداً، ويسعدنا أن نشارك أفضل ما لدينا مع أصدقائنا الإماراتيين، ونحن هنا معاً نحتفي بتراث بوتشيني الاستثنائي”.
وأضافت مديرة المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي، الدكتورة سوزانا إياكونا سلفيا: “إنه لشرف كبير لي وللمعهد الثقافي الإيطالي أن نحتفل بالذكرى المئوية لوفاة بوتشيني في أبوظبي، في الوقت الذي يتم فيه إدراج الغناء الأوبرالي الإيطالية في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. إننا نلحظ اهتماماً متزايداً في أبوظبي والإمارات العربية المتحدة بالفنون والموسيقى والثقافة، ويعتبر قصر الإمارات ومهرجان أبوظبي المكان المثالي لهذا الاحتفاء الهام بالثقافة الإيطالية والعالمية”.
وقدم كل من السوبرانو فاليريا سيبي، والتينور فرانشيسكو ميلي عرضاً مدهشاً، حيث أضافت مهاراتهما الفنية الاستثنائية بعداً مؤثراً إلى الأمسية المهرجانية التي تحتفي بالموسيقي الراحل، في عرضٍ فنيٍّ ينظّم للمرة الأولى في العالم العربي انعكاساً لرؤية والتزام المهرجان بتعزيز التبادل الثقافي، وتحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية والاحتفاء بإرث الفنانين العرب والعالميين.
ومع إسدال الستار على هذه الأمسية يثبت مهرجان أبوظبي 2024 مرة أخرى مكانته كحدث ثقافي يقدّم على خشباته الفنانين العالميين للجمهور في الإمارات في احتفالية فنية لا مثيل لها، ويؤكد أن إرث جياكومو بوتشيني مستمر على قيد الحياة من خلال قوة الموسيقى، ويظل مهرجان أبوظبي في طليعة الفعاليات التي تعزز التبادل الثقافي والتميز الفني في المنطقة والعالم.