مواضيع ملهمة على امتداد جميع الجلسات الحوارية البارزة في قمة ووركسبيس ومؤتمر الترفيه والعافية ومعرض كيدزسبيس

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة-: تستمرّ لليوم الثاني فعاليات معرض الفنادق، الفعالية التجارية الأبرز بقطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومعرض ومؤتمر إندكس 2024، الملتقى العالمي لقطاع التجهيزات والتصميم الداخلي. وشهدت الفعاليتان المنعقدتان في دبي حتى الغد إقبالاً واسعاً من الزوار الذين أتيحت لهم الفرصة لحضور مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية المتميزة بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من حول العالم، والذين اجتمعوا في مركز دبي التجاري العالمي بحثاً عن فرص عمل جديدة ورؤى حول أحدث المواضيع والاتجاهات.

 

وسلّطت أولى جلسات إندكس ديزاين توكس اليوم الضوء على الحرية التي توفرها ريادة الأعمال، مع التأكيد على ضرورة إيجاد شريك العمل المناسب لتحقيق النجاح المستدام. وجاء ذلك على لسان كريستيان ستينسون، الشريك المؤسس لشركة التصميم الداخلي والعلامات التجارية “فينك” إلى جانب زوجته إيما، حيث أوضح بأنّه يُعنَى بالشؤون المالية بينما يتيح لزوجته مساحة الحرية المطلوبة للإبداع والابتكار بعيداً عن تعقيدات الأمور التشغيلية. وقال ستينسون: “اتفقنا منذ البداية أن أكون مسؤولاً عن الجانب المالي، لتركز إيما على المجالات الإبداعية بدون القلق حول الأمور الأخرى. لم تمتلك شركتنا في البدايات قاعدة واسعة من العملاء، ممّا دفعنا إلى التواصل مع بعض عملائنا القدامى واستخدام دراسات الحالة الخاصة بهم، لكن ذلك أدى إلى رفع دعوى قضائية ضدنا من قبل صاحب العمل السابق، ممّا أعادنا مجدداً إلى نقطة الصفر”.

وأضاف ستينسون: “يعمل اليوم معنا 22 موظفاً مع قائمةٍ رائعة من العملاء الذين يقدّرون خدماتنا، وعلى الرغم من أننا قد نكون مضطرين لرفض بعض عروض العمل، إلا أننا ندرك بأنّ ذلك ينسجم مع إمكانياتنا ويتيح لنا تلبية توقعات العملاء وفق أفضل المعايير مع إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة شهرياً”.

 

كما يشتمل معرض الفنادق على عدد من الفعاليات المنعقدة بالتزامن معه، بما فيها قمة ووركسبيس ومؤتمر الترفيه والعافية ومعرض كيدزسبيس. وقد ألقى بالافي دِين، خبير الاستدامة والمهندس المعماري الحائز على عدة جوائز والرئيس التنفيذي لشركة رور، كلمةً متميزة خلال قمة ووركسبيس، ليستعرض خلالها التغييرات الديناميكية في قطاع مساحات العمل ويؤكد على أهمية أخذ الصحة النفسية بالاعتبار خلال عمليات التصميم وإعادة هيكلة مساحات العمل.

وأوضح دِين بأن علم النفس اليوم هو عنصرٌ أساسي خلال عملية التصميم، منتقداً الاهتمام بعائدات الاستثمار على حساب صحة ورفاه الموظفين، وموضحاً بأنّ أماكن العمل المزدحمة قد تؤثر بشكلٍ مباشر على الإنتاجية والكفاءة. واقترح إنشاء مجموعة متنوعة من المساحات داخل الشركة، مثل مناطق مشتركة وأخرى للجلوس أسفل السلالم وغيرها من مساحاتٍ مخصصة للوقوف، فضلاً عن الاهتمام بعناصر أخرى مثل الستائر الممتصّة للصوت في مناطق الجلوس المفتوحة والتي توفر فرصاً للتواصل الاجتماعي والخصوصية. وأشار دِين، على لسان الرئيسة التنفيذية لشركة بيكسر، إلى التأثير الكبير لارتفاع السقف على الصحة النفسية ومستويات الإبداع، والتي أكدت أنّ تغيير مساحة وتصميم مكان العمل كان له تأثير كبير على جوانب الخصوصية والراحة التي حسّنت بيئة العمل بشكلٍ كبير، مستشهدةً بدراسة تؤكد إمكانية زيادة الربحية بنسبة 30% بوجود أسقف عالية.

 

ومن جهةٍ أخرى، اجتمع الخبراء للحديث عن آلية عمل التكنولوجيا لتطوير سبل تصميم واختبار المساحات الداخلية، حيث تبادلوا وجهات النظر حول دور الذكاء الاصطناعي والأتمتة والبيانات في مستقبل التصميم الداخلي، ليكون الذكاء الاصطناعي في صميم حوارات إندكس ديزاين توكس اليوم. وسلطت جلسة حوارية الضوء على إمكانات التكنولوجيا لتبسيط سير العمل وتعزيز الإبداع وتحسين مواعيد تسليم المشاريع، وبشكلٍ خاصّ قدرة الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام المتكررة، مما يتيح للمصممين التركيز على الجوانب الاستراتيجية والإبداعية لعملهم.

وبيّن محمد أديب، مؤسس شركة إنتركون: “لطالما كانت التكنولوجيا حاضرة لمساعدتنا، خصيصاً فيما يتعلّق بتقليل الأخطاء وتسريع الأمور والتحكم بالتغييرات، لكن يقدّم اليوم الذكاء الاصطناعي خطوة أكبر بكثير لأن المهام التي نقوم بأتمتتها تسهل علينا تسريع مراحل التصميم”.

واستشهد أديب بمثال من شركته التي تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي لتبسيط تنسيق عمليات نمذجة معلومات المباني ثلاثية الأبعاد، وهي عملية كانت تحتاج سابقاً شخصين لمدة خمسة أيام. وتسمح هذه الأتمتة للمصممين بالتركيز على الصورة الأكبر وتحسين الجودة الشاملة للمشروع النهائي.

وبالعودة إلى معرض الفنادق، شهد منتدى قيادة الضيافة مشاركة متميزة من قبل نديم زمان، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وإدارة المشاريع المؤسسية لدى رؤية المدينة القابضة، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة. وأفاد زمان بأنّ شركته تخطط لتسليم 47000 وحدة فندقية على مدى الـ 10 سنوات القادمة. وتتوقع المملكة إضافة حوالي ربع مليون وحدة بحلول عام 2030، بما ينسجم مع الهدف الأكبر لمضاعفة السياحة الدولية ثلاث مرات من حوالي 26 مليون إلى 75 مليون خلال نفس الفترة. وبالحديث عن أهمية التعاون بين الحكومة والمطورين، سواء على صعيد التشريعات أو السياسات أو حتى التنمية المجتمعية بشكل عام، قال زمان، الذي تتعاون شركته مع الجامعات المحلية ومراكز التدريب المهني لمساعدة المواطنين السعوديين على اكتساب المؤهلات ودخول قطاع الضيافة: “يتمحور الأمر حول فهم آلية مواءمة المصالح لجعل الوضع مربحًا للجميع، ويعمل اليوم مع هيلتون مواطنين سعوديين بنسبة 50%، كما تمّ تعيين أول مديرة عامة لهيلتون في مكة. وهو تطور رائع ولم يكن بالإمكان تصوره قبل خمس سنوات”.

وفي وقت لاحق بعد الظهر، تطرقت جلسة أخرى إلى موضوع السياسات الحكومية والاستدامة في مجال الضيافة. وفي معرض تسليط الضوء على مؤتمر الأطراف (كوب 28) ومشاركة حكومة الإمارات العربية المتحدة، أكد جون تيمسون، نائب رئيس شركة أكور للاستدامة والسلامة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمحيط الهادئ، على الدور الذي لعبته القمة في الحدّ من انبعثات الكربون. وقال تيمسون: “كانت الاستضافة الناجحة لمؤتمر الأطراف الذي استقبل عدداً كبيراً من الضيوف من جميع أنحاء العالم للحديث عن الاستدامة دافعاً حقيقياً يتيح لفنادقنا البالغ عددها 78 فندقاً المضي قدماً في جهود حماية البيئة”.

كما ركزت جلسات مؤتمر هايتك دبي على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، مع جلسةٍ حول دور التكنولوجيا في ابتكار تجارب متميزة، وقد نوّه رامي كومار، مدير تكنولوجيا المعلومات في فيرمونت دبي، إلى ضرورة التركيز على الهدف النهائي من استخدام التكنولوجيا، بدءاً من تسجيل الوصول عبر الهاتف المحمول إلى شبكات الفي بي إن وأنظمة الدفع للتعرف على الوجه إلى خدمات الكونسيرج الآلية، مع أخذ احتياجات وتفضيلات الضيوف بعين الاهتمام.

وقال كومار: “توفر بعض الفنادق روبوتات لإدارة تسجيل وصول الضيوف وتقديم الطعام وما إلى ذلك، لكن الأمر يختلف بالنسبة لفاندق الخمس نجوم، إذ علينا أن نحرص على فهم احتياجات الضيوف واستغلال التكنولوجيا على أفضل وجه وفهم فيما إذا كانوا يفضلون التحدث إلى شخصٍ حقيقي ومدى تقبلهم إلى أي من التقنيات المطروحة”.

وعلى صعيدٍ آخر، تعود شركة بيوتي ليدرز التي تتخذ من العاصمة الإماراتية مقراً لها مجدداً إلى معرض الترفيه هذا العام مستعرضةً أحدث منتجاتها المخصصة للمراكز والمنتجعات الصحية وغيرها من منشآت التغذية واللياقة البدنية، وهو جهاز “فيزبودي”. ويمكن للجهاز إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد تحلل الجسم بجودة عالية، ويوفر فيما بعد بيانات وتوصيات شبه فورية حول كيفية تحسين وضعية الجسم وصحته. وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت بوريانا نيكولوفا، مديرة الحسابات الرئيسية فيبيوتي ليدرز: “يوفر الجهاز صوراً رمزية وثلاثية الأبعاد بدقة عالية من خلال آلية مسح آلية بدرجة دورات 360 درجة، لتقييم وضعية وشكل الجسم وتوفير رؤى تفصيلية إلى جانب نتائج دقيقة لتحليلات المعاوقة الكهربائية الحيوية. ويسرّنا أن نكون شركاءً موثوقين من قبل نخبة من المنتجعات والفنادق ومراكز الرعاية الصحية، كما نثق بأنّ معرض الترفيه هو المنصة الأمثل لتقديم منتجاتنا وعرض حلولنا الجديدة في السوق ضمن المنطقة، خصيصاً أن دول مجلس التعاون الخليجي تشهد إقبالاً متزايداً على الصحة العلاجية”.

 

Share.

Comments are closed.