للسنة الثالثة على التوالي، تقوم شركات الهندسة المعمارية الفرنسية برحلة استكشاف في المملكة العربية السعودية
الرياض- شهدت علاقات التعاون الفرنسية- السعودية على مرّ السنين تطورا ملحوظا، لترتقي اليوم إلى شراكة ديناميكية تتجاوز الحدود، وتجمع بين ثقافتين مع التفاتة وتقدير كبيرين للتميز المعماري.
وفي سياق الجهود الرامية لتعزيز التعاون وتطوير الابتكار في هذا المجال، تأتي النسخة الثالثة من “يوم العمارة السعودي- الفرنسي” لهذا العام لتكتسي أهمية استثنائية، إذ تمثل علامة فارقة في رحلة التعاون بين فرنسا والمملكة العربية السعودية في مجال الهندسة المعمارية. فبالإضافة إلى الكلمات الهامة والعروض التقديمية البارزة والمناقشات الحكيمة، شهدت الفعالية توقيع مذكرة تفاهم تاريخية بين جمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX) ووزارة الثقافة السعودية، قسم التصميم.
هذا، وتمثل هذه الفعالية التي أقيمت تحت رعاية وحضور سعادة لودوفيك بوي، سفير فرنسا لدى المملكة العربية السعودية، ومعالي إيهاب الحشاني، نائب وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، عودة ناجحة لهذه الفعالية للسنة الثالثة على التوالي.
قدمت نسخة هذا العام أجندة شاملة تضمنت مناقشات حيوية وحلقات نقاشية متنوعة، بمشاركة متحدثين من الهيئة الملكية لمدينة الرياض (RCRC) ، معرض إكسبو 2030، المسار الرياضي، هيئة تطوير بوابة الدرعية (DGDA)، مجموعة بوتيك ومؤسسة الملك سلمان، بالإضافة إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ونيوم، وشركة البحر الأحمر الدولية، والسودة للتطوير.
وقد توجهت أكثر من 30 شركة فرنسية بارزة تمثل مجموعة متنوعة من التخصصات المعمارية إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في هذه الرحلة التجارية، حيث مثل حضورها بداية مثمرة لبرنامج مكثف مدته أربعة أيام يشمل ورش
شملت قائمة شركات الهندسة المعمارية الفرنسية المشاركة في رحلة الاستكشاف هذه كل من: آبا ووركشوب ( Aba Workshop ) ، آند ستوديو ( And Studio )، أركيتكتشور ستوديو (Architecture Studio )، ارتي ( arte)، شيه و مور ( chaix et morel )، إيه دبليو 2 ( AW2 )، كولدفي ( Coldefy )، روجوري+ تنغرام ( Rougerie + Tangram )، هوستا ( Hosta)، ميشيل ريمون وشركاه ( Michel Remon & Associes )، ريشي أسوسييه ( Richez Associés )، إس وإيه إيه ( S&AA )، ستيلا أماييه ( Stella Amae )، اونانيم ( Unanime )، زوو ( Zuo )، ماف ( MAF )، ستوديو فالاج ( Studio Falaj )، تيريل ( Terrell )، سيتيك إنترناشيونال ( Setec International )، في إس- إيه ( VS-A )، بلاشير إلوميناسيون ( Blachere Illumination ) ، بوا لايت ستوديو ( Boa Light Studio ) ، جي اتش ام إكلاتيك وسيلوكس ( GHm Eclatec and Selux ) . تتميز كل واحدة من هذه الشركات بإنجازاتها وتصميماتها الإبداعية في مجال الهندسة المعمارية، ويعكس وحضورها إلى المملكة العربية رغبتها الشديدة في المساهمة في النهضة المعمارية الرائدة في المملكة.
في هذا السياق، قالت مادلين هوبارت، الأمينة العامة لجمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX) ، أن المهندسين المعماريين الفرنسيين لديهم دور حيوي يلعبونه في مستقبل قطاع البناء السعودي، بما يتماشى مع العلاقات الممتازة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، وأكدت على الدور المحوري الذي تلعبه وكالة ” بيزنس فرانس” وجمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX) لتعزيز هذا التعاون.
يذكر أن أحد الأهداف الرئيسية لهذه الزيارة هو توقيع مذكرة تفاهم بين جمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX) ووزارة الثقافة السعودية ، لترسيخ أسس الثقة والتعاون بين المنظمتين، ولتكون منصة لتبادل التصاميم والممارسات المعمارية. وكجزء من هذا التعاون، ستتاح للمهندسين المعماريين السعوديين الشباب فرصة خوض تجارب عمل في الوكالات الفرنسية، مما سيساهم في إثراء رؤاهم وخبراتهم في تصميم وإدارة المشاريع. وقد أكدت السيدة هوبارت على أن هؤلاء المهندسين المعماريين سيلعبون دورًا حيويًا في تعزيز الشراكات المستقبلية بين المهندسين المعماريين الفرنسيين والسعوديين داخل المملكة وخارجها. كما تطمح جمعية الهندسة المعمارية الفرنسية إلى إنشاء مكتب تمثيلي للمهندسين المعماريين الفرنسيين في الرياض، استنادًا إلى نموذج الوكالة الفرنسية لتطوير مدينة العلا “أفالعلا” الناجح، وذلك كجزء من اتفاقية حكومية دولية.
كما ألقت هوبارت الضوء على دور جمعية المهندسين المعماريين الفرنسيين في الخارج (AFEX) البارز والواسع في المملكة العربية السعودية، قائلة: “نطمح إلى أن نصبح محورًا رائدًا لاتخاذ القرارات في مجالات الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري. من خلال الاستفادة من خبرتنا الواسعة في تصميم مدن عالية الجودة مثل باريس، نهدف إلى المساهمة في مشاريع ذات أهمية كبرى مثل مشروع الرياض 2030 وغيرها من التطورات البارزة. هذه هي رؤيتنا للمشاركة الفعّالة في مستقبل المملكة العربية السعودية ولنكون شركاء فعّالين على المستوى العالمي، حيث نشترك جميعًا في بناءه.
من جانبه علق السيد يزيد الثنيان، أحد الشريك المؤسس لشركة إنديكسا قائلاً: “إن مشاركتنا في ندوة الهندسة المعمارية تأتي تأكيداً على دور الشركات المحلية في تشكيل التنمية الحضرية في المملكة العربية السعودية. ونحن نعتقد أن هذا التعاون سيسهم في تعزيز الفهم العميق للتحديات التي تواجه المملكة والفرص المتاحة في مجال التخطيط العمراني.”
وأكد الثنيان أن قطاع الهندسة المعمارية يزدهر حاليًا في المملكة العربية السعودية، بما يتماشى مع أهداف مبادرة رؤية 2030. ويركز هذا التوافق الاستراتيجي على استدامة المدن، وتحسين وسائل النقل، وتعزيز الجودة الشاملة للحياة لسكان المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم إنديكسا بشكل كبير في بناء مدينة المستقبل في المملكة، من خلال تطوير الكودات الحضرية، والتخطيط الاستراتيجي الرئيسي، وتصميم البنية الحضرية والهندسة المعمارية.
وشارك أنطوان موسى، ممثل شركة “هوفمان جرين ميكس” الرائدة في توفير حلول الأسمنت الصديقة للبيئة، في ندوة الهندسة المعمارية برؤية واضحة لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين المهندسين المعماريين الفرنسيين ونظرائهم السعوديين. وتسليط الضوء على النمو السريع لقطاع الهندسة المعمارية في المملكة وقدرته على استيعاب الحداثة مع الحفاظ على التراث الثقافي. وأكد على الإمكانيات الهائلة المتاحة في هذا القطاع من حيث الابتكار والتقدم المعماري، مما يجعله مجالًا مزدهرًا يتماشى مع طموحات المملكة في التنمية الحضرية.
وأكد جين ماكجيفرن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة المسار الرياضي، خلال مشاركته في هذه الفعالية، قائلا: “يعد المسارالرياضي جزءًا أساسيًا من تحويل الرياض إلى مدينة للقرن القادم، وهذا يأتي في إطار تنفيذ رؤية السعودية 2030. نحن نشعر بالفخر بأننا نلعب دورًا رئيسيًا في توجيه الرياضة وإنشاء بيئة تصميم تتوافق مع المعايير الصارمة للهندسة المعمارية، والكثافة الحضرية، واستدامة استخدام المواد والمناظر الطبيعية والطاقة. نحن نعمل بجد مع العديد من الشركاء المحليين والدوليين لإيجاد وجهة عالمية مرموقة للمقيمين والزوار، ونساهم في بناء مستقبل جديد للرياضة والرفاهية في المملكة العربية السعودية.”