يشكل موسم خريف ظفار خطوة مهمة نحو تعزيز نمو القطاعين السياحي والتراثي، الأمر الذي أدّى إلى زيادة عدد المنشآت الفندقية وإنشاء المنتجعات السياحية وتحسين وتطوير المواقع التراثية والأثرية في محافظة ظفار؛ نتيجة لتضاعف الأعداد الكبيرة من السياح والزوار لهذا الموسم بشكل سنوي.
وقامت وزارة التراث والسياحة بجهود حثيثة بالتعاون مع جميع شركاء القطاع السياحي والمنشآت الفندقية بمحافظة ظفار بالتزامن مع بدء موسم خريف ظفار 2024، للوقوف على مدى جاهزية هذه المنشآت وجودة الخدمات التي تقدمها لمختلف فئات الزوار والسياح.
وأكد خالد بن عبد الله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار أن هناك 5 مشروعات سياحية ستدخل حيز التنفيذ هذا العام ليصل عدد الغرف الفندقية هذا العام إلى 7 آلاف غرفة بواقع 70 منشأة مرخصة في المحافظة. وقال مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن متنزه البليد الأثري مع “متحف أرض اللبان” الذي يقع ضمن المتنزه، سيستضيف خلال موسم خريف ظفار لهذا العام 3 معارض تخصصية تقام لأول مرة، ما سيعزز من تجربة السائح لزيارة المتنزه، مشيرًا إلى أن وزارة التراث والسياحة شريك استراتيجي بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة في إقامة العديد من المعارض والمؤتمرات لاسيما في هذا الموسم؛ ما من شأنه تعزيز قطاع المؤتمرات وسياحة الحوافز.
وأضاف أن هناك خطة ترويجية شاملة تم تصميمها لمحافظة ظفار بدءًا من استضافة العديد من ممثلي صناعة المحتوى للترويج لموسم خريف ظفار 2024 وأيضًا للمواسم التي تأتي تباعًا بعد الخريف إضافة إلى إطلاق حملة “غير جو” التي شملت جميع محافظات سلطنة عُمان وتركز على محافظة ظفار.
وأوضح أن القطاع السياحي في محافظة ظفار شهد نموًّا في العام الماضي بنسبة تتراوح بين 18 إلى 20 بالمائة؛ ما يبشر بنمو بقية القطاعات الاقتصادية.
وأشار إلى أن وزارة التراث والسياحة طورت عدة مواقع سياحية في محافظة ظفار منها شاطئ البليد إضافة إلى مشروعات مشتركة مع بلدية ظفار حيث تم الانتهاء من “واحة الدمر” بولاية مرباط وحاليًّا هي في قيد التشغيل.
وبين أن نسبة الإشغال الفندقية في المنشآت بمحافظة ظفار في تطور ملحوظ مقارنة بالعام الماضي متوقعًا زيادة النسبة مع ذروة الموسم والتدفق السياحي خلال شهر أغسطس المقبل.
وقال إن الوزارة قامت هذا العام بإعداد برامج ترويجية لمحافظة ظفار من المتوقع أن ينتج عنها أثر إيجابي كبير في استقطاب المزيد من السياح لاسيما من الأسواق الخليجية، مؤكدًا أن المواقع السياحية بمحافظة ظفار جاهزة وملائمة ومكتملة الخدمات لاستقبال السياح والزائرين لموسم خريف ظفار 2024.
وأوضح مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار أن هناك مجموعة من الفعاليات والبرامج التي تعمل عليها الوزارة لموسم “الصرب” الذي يبدأ بعد انتهاء الخريف في 21 سبتمبر وحتى نهاية شهر أكتوبر، مؤكدًا على أن الوزارة تسعى للترويج للمحافظة كوجهة سياحية مستدامة طوال العام وهناك خطة طموحة لتطوير مواقع “أرض اللبان” وسيتم خلال هذا العام إسناد مناقصة تحديث القصة المتحفية لمتحف أرض اللبان، فيما سيتم خلال العام القادم تشغيل المتنفس العام لجبل سمحان وإنشاء مركز الزوار في محمية وادي دوكة.
وفيما يتعلق بالاستراتيجية السياحية لمحافظة ظفار، قال إن المحافظة تستهدف استقطاب 3 ملايين زائر في أربعة تجمعات سياحية كبيرة وتم الانتهاء من مخرجات التنمية السياحية وتخصيص الأراضي التي أصبحت جاهزة للمستثمرين، حيث يوجد أكثر من 18 أرضا سياحية حاليًّا منها ما تم إسنادها بعقود انتفاع للمستثمرين ومنها ما هو قيد التفاوض.
من جانبه قال علي بن سالم الكثيري مدير دائرة مواقع أرض اللبان بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار : إن المواقع التراثية والأثرية بمحافظة ظفار تشهد نشاطًا سياحيًا مستمرًا طوال العام؛ ففي موسم الشتاء تنشط الحركة السياحية إلى هذه المواقع خاصة من الدول الأوروبية عبر الطيران العارض التي تسير رحلاتها المباشرة إلى مطار صلالة والسياح الأجانب القادمين عبر السفن السياحية إضافة إلى السياح المقيمين من الأجانب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف أن المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار تقوم بإقامة العديد من الأنشطة والفعاليات والمعارض المتخصصة بهذه المواقع مواكبة وتعزيزا لهذا النشاط السياحي، من بينها فعاليات موسم اللبان بمواقع أرض اللبان خلال شهر ديسمبر من كل عام، كما تستقبل هذه المواقع العديد من الزيارات الطلابية المدرسية والجامعية ضمن برامج ومناشط مختلفة على مدار الفصول الدراسية ، الأمر الذي يُسهم في رفع الوعي والمعرفة لدى الطلبة في تنفيذ الأنشطة الطلابية المختلفة بما يعزز أنشطة التربية المتحفية التي ينفذها متحف أرض اللبان بالإضافة إلى إقامة العديد من المحاضرات العلمية والندوات والحلقات التخصصية للباحثين والمهتمين والطلبة ضمن برامج وفعاليات محلية وإقليمية وعالمية.
وأشار إلى أنه بالتزامن مع موسم خريف ظفار تتضاعف أعداد الزوار لهذه المواقع التراثية والأثرية وتنشط الحركة السياحية فيها بشكل كبير خاصة الزوار من داخل سلطنة عُمان والدول الخليجية وبعض الدول العربية والأجنبية، موضحًا أنه يتم حاليًّا إقامة معرض للطوابع البريدية والمقتنيات بمتحف أرض اللبان بدأ في منتصف يوليو الجاري ويستمر إلى منتصف أغسطس المقبل، بالإضافة إلى تقديم عروض حيّة لبعض الفنون التقليدية بمتنزه البليد الأثري مساء يوم الخميس من كل أسبوع خلال موسم خريف ظفار 2024 بالتعاون مع بلدية ظفار، إلى جانب الإعداد لإقامة عددٍ من المعارض التخصصية الثقافية والفنية خلال الفترة القادمة المتبقية من موسم الخريف والتي سيتم الإعلان عنها، وتنظيم واستضافة عدد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة الثقافية والرياضية .
وبين مدير دائرة مواقع أرض اللبان أنه تم تجهيز هذه المواقع بالمرافق والخدمات الضرورية لاستقبال الزوار والعديد من الخدمات وبعض الأنشطة الترفيهية، ففي متنزه البليد الأثري يوجد عدد من المنافذ التسويقية للمنتجات الحرفية ومنتجات اللبان وبعض الأنشطة الترفيهية كالعربات والقوارب الكهربائية التي تتيح للزوار التجول في الموقع الأثري والاستمتاع بالتنزّه في خور البليد، ومقهى البليد الذي يقوم بخدمة الزوار من خلال إطلالاته الجميلة على الخور والموقع الأثري، وتم افتتاح مشروع شاطئ البليد بم متنزه البليد الأثري الذي يحوي عددا من المقاهي والمطاعم المطلة على الموقع الأثري وبحر العرب.
ولفت مدير دائرة مواقع أرض اللبان بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار إلى أن إجمالي عدد زوار متنزه البليد الأثري ومتنزه سمهرم الأثري “خور روري” بلغ منذ بداية موسم خريف ظفار 2024 وحتى الآن حوالي 16500 زائر.