دبي، الإمارات العربية المتحدة-: مع استمرار اجتياح موجة التقنية السحابية لمختلف القطاعات الإقليمية بفضل وجود قاعدة لمستهلكي التقنيات الرقمية دائمة التطور ؛ يتسابق أهم الفاعلين في مجال الحوسبة السحابية نحو تبني حلول منبعها إضافة القيمة، في محاولة منهم لزيادة حصصهم بالسوق.

وفقًا لشركة كلاوديرا المختصة بالحلول السحابية الهجينة للبيانات، فقد أدى ذلك إلى حدوث تحولات جذرية نظرًا لتفضيلات المستهلكين الصاعدة والاتجاهات التي تعيد تشكيل الأسواق.

اعترافًا بأن التقنية والابتكار هما محورا ارتكاز النمو الاقتصادي والنجاح للعديد من المؤسسات خاصة بقطاع الحوسبة السحابية، أعادت “كلاوديرا” التأكيد على الحاجة إلى تبني الاتجاهات التقنية الناشئة ودمجها ضمن الإستراتيجية الرقمية للمؤسسات.

قال السيد / “كريم عازار”، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا بالشركة: “تظل التقنية السحابية أولوية قصوى في كل المؤسسات، نظرًا لأن المستهلكين أصبحوا أكثر إلمامًا بالتقنية ومجالاتها، وبالتالي باتوا يتوقعون المزيد من مقدمي الخدمات والحلول التقنية ليعطوا مثالًا لمن خلفهم. وقد أدى هذا بالتبعية إلى زيادة تبني التقنية السحابية مع مختلف التطبيقات، بما في ذلك إدارة البيانات. وبالتبعية سيتعيّن على المؤسسات مراقبة الاتجاهات الصاعدة والابتكارات الجديدة كي تتمكن من تقديم الحلول المناسبة لمختلف القطاعات.”

في أعقاب هذه التغييرات الثورية وتنامي توقعات المستهلكين، شهد السوق تقديم عدة منتجات جديدة لسد الفجوات الناشئة.

ومع استعدادات السوق لدخول عام 2023، يجب على مجال تقنية المعلومات مواءمة إستراتيجياته مع الاتجاهات الصاعدة وتفضيلات المستهلكين في مجال التقنية السحابية، حتى مع التخطيط للمحافظة على التنافسية في المساحات المضمونة؛ فإننا نتوقع تطور الاتجاهات التالية:

  1. تبني حلول السحابة المتعددة

لا شك أن التبني الشامل لتقنية الحوسبة السحابية هو المحرّك الأساسي لمعظم الاتجاهات التقنية لعمليات التحوّل الجارية. من المنتظر أن يشهد قطاع التقنية استفادة العديد من الشركات من الخدمات السحابية، لتتمكن هذه الشركات بذلك من استخدام أحدث التقنيات المبتكرة مع تطوير المزيد من الكفاءات في العمليات والتشغيل في العام المقبل.

بينما كان عام 2022 رائعًا فيما يخص الحلول السحابية الهجينة، فإننا نتوقع أن يشهد العام 2023 تنويع الشركات لخدماتها المختلفة عبر البوابات الإلكترونية السحابية. إن تبني حلول الخدمات السحابية المتعددة للمؤسسات يمكنها من توسيع آفاقها من حيث رشاقة العمليات والأمان. علاوة على ذلك، تمنع تقنية السحابة المتعددة من تقييد المستخدمين بمنظومة سحابية واحدة.

قال السيد / “كريم عازار”، نائب الرئيس الإقليمي بشركة “كلاوديرا” – منطقة الشرق الأوسط وتركيا : “إن تبني حلول الخدمات السحابية الهجينة والمتعددة يتيح العديد من المزايا، من حيث المرونة وسهولة الاستخدام؛ بل وتوفير التكاليف كذلك”. إن 96% من المديرين التنفيذيين لديهم قناعة بأن مؤسساتهم تحتاج إلى إستراتيجية شاملة للبيانات حتى تتمكن من تحقيق النجاح. ومع ذلك، يعتقد 35% فقط أن نظامهم الحالي يفي بمتطلباتهم بما يكفي.

وباستعراض الأسباب الرئيسية التي تجعل حلول الخدمات السحابية الهجينة والمتعددة ضرورية للشركات، أشار خبراء المجال إلى ميزات عدة، من بينها القدرة على إدارة الطلبات الموسمية ودعم المشاريع الخاصة وتحديد مهام العمل الصعبة والقدرة على تنظيمها. 

  1. القدرة على إدارة الطلبات الموسمية
  2. دعم المشاريع الخاصة
  3. تحديد مهام العمل الصعبة والقدرة على تنظيمها
  4. المزيد من التمويل لأمن السحابة واستمراريتها

نظرًا لتطلع الشركات إلى تبني حلول الخدمات السحابية المتعددة للتعامل مع بياناتها، بالتالي فإن معياري الأمان والاستمرارية سيكونان بالغا الأهمية. على الرغم من أن نقل البيانات عبر السحابة يوفّر للشركات فرصًا للنمو لا تعد ولا تحصى، لكن على النقيض فإن الأمر ذاته يزيد من مخاطر التعرّض للتهديدات السيبرانية بنسبة كبيرة. وبالتالي سيتعيّن على الشركات تعزيز استثماراتها في التقنيات التي ثبتت فعاليتها لمساعدتها على حماية بياناتها من أي تهديدات سيبرانية محتملة.

  1. الارتقاء بالمهارات لتحقيق النجاح بالتحوّل الرقمي والحفاظ على قدرة الشركات على الاستمرار

ما يزال قطاع التقنية عالميًا يواجه أزمة نقص حاد في المواهب والمهارات، مما يؤثر بالتبعية على قدرة الشركات من إنفاذ مشاريعها الخاصة بالتحوّل الرقمي ويعرض فرص بقاءها للخطر.

في ظل محدودية عدد الخريجين من ذوي المهارات المتخصصة بالبيانات، فإن امتلاك قاعدة قوية من العاملين ذوي مجموعات المهارات المناسبة أمر لا بديل عنه. يمكن للموظفين الآن تحويل طاقاتهم وتركيزهم إلى المهام المعقّدة التي تتطلب ذكاءً بشريًا، في ظل إسناد المهام اليومية التي تستغرق وقتًا طويلاً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) وتعلّم الآلة (ML).

استشرافًا لمستقبل الشركات التقني، يمكن القول أن استثمار الشركات في برامج تحسين المهارات وإعادة التأهيل سيكون العامل المحوري لفتح المزيد من آفاق النمو والتطوّر في المستقبل. يتكامل مع هذا التوجه تقبّل المزيد من العاملين لهذه البرامج. أظهر تقرير “كلاوديرا” الأخير بلا حدود: القوة الإيجابية للذكاء الاصطناعي (AI) أن معظم العاملين في مجال المعرفة (80٪) قد أبدوا ارتياحًا لتولي أدوار جديدة، وذلك بفضّل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) وتعلّم الآلة (ML) وتحليلات البيانات، مما جعل عملهم أسهل من ذي قبل.

  1. التحوّل الرقمي لخفض التكاليف

نظرًا لتبني المزيد من إستراتيجيات خفض التكاليف، من المرجح أن تكون أولوية معظم الشركات هي وضع إستراتيجيات اقتصادية لأمان البيانات. تتضمن تلك الإستراتيجية الاقتصادية الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي والتقنيات التنبؤية المصممة لتحديد التهديدات الأمنية المحتملة مقدمًا قبل وقوعها. إن العثور على المزيد من الفرص لتحقيق وفرًا نقدية لا يفيد فقط من حيث خفض التكاليف، لكن الأهم من ذلك أنه يتيح إعادة تخصيص الميزانيات لتطوير المزيد من المشاريع الابتكارية.

من بين القرارات الممكن اتخاذها في هذا الشأن، يأتي استبدال الحلول المكررة لتخزين البيانات ليمثّل فرصة هائلة لخفض التكاليف. يمكن للمؤسسات البحث عن الفرص وتقييم التوفير في التكاليف باستخدام عمليات الدمج. يمكن وضع الكرة في ملعب مقدمي الخدمات والحلول التقنية، ليقدموا الحلول الأكثر كفاءة للتحسين من عملية تسليم المشروعات وخفض تكاليفها.

بفضل ما نشهده حاليًا من تطوّر التقدم التقني، من المنتظر أن يكتسب قادة الأعمال والموظفون المزيد من الوقت للتركيز على المهام المعقدة، مما يمكنهم من إنهاء المزيد في وقت أقل وبتكاليف أفضل عن ذي قبل.

Share.

Leave A Reply