ممارسات الاختراق البيولوجي في “سيكسنسز” تطوّر الأساليب التقليدية لإعادة ربط الضيوف الهنود بالتراث العلاجي للبلاد

 

 

الإمارات العربية المتحدة- : تعتبر سياحة الصحة الاستجمامية واحدة من أسرع القطاعات نمواً في صناعة السفر عالمياً[1]، حيث شهدت زيادة في التركيز على الرحلات للأماكن المقدسة والمتجذرة في البحث عن أساليب للعيش بشكل أفضل لفترة أطول. وتلهم هذه الحركة العودة إلى ممارسات الأيورفيدا القديمة في الهند، حيث تدعو “سيكسنسز” الضيوف للاستمتاع بطرق جديدة وغير اعتيادية لإعادة التوازن إلى الجسم والعقل والروح.

يقع “سيكسنسز فانا” و “سيكسنسز فورت باروارا”، وهما اثنان من 26 منشأة فندقية للعلامة التجارية حول العالم، في هذا المنبع الأصيل لممارسات الأيورفيدا[2]. وبينما يمتازان بتجاربهما المتفرّدة، يتشارك كلا المنتجعين مجموعة من الأساليب عالية التقنية والاحترافية، والتي تُسخّر الإمكانات العلاجية للتغييرات التي تطرأ على بيئة الفرد، من الداخل والخارج. وتعتمد التقنيات والعلاجات على إرث الأيورفيدا الهندي الذي يعود تاريخه إلى 5,000 عام، مما يتيح طرقاً مختصرة للراحة البدنية والذهنية وصولاً للصحة الشمولية، مع تلبية رغبات اليوم للراحة الفاخرة، والمأكولات المميزة، والضيافة بلمسة مغذية، ليس فقط للتعافي، بل للاستمتاع بها.

ويوضح الدكتور جاياشاندران، كبير أخصائيي الأيورفيدا في “سيكسنسز فانا”: “يتم تنسيق كل عنصر من الرحلة الاستجمامية للسماح بإجراء تحول إيجابي على الصحة والراحة البدنية والذهنية باستخدام ممارسات قديمة وطبيعية ومجربة ومختبرة، مع مواكبة ما يتوصل إليه العلم الجديد للتعامل مع أمور الحياة ومراحل العمر، مثل الهرمونات، والخصوبة، وانقطاع الطمث. وفي ظل هذه الظروف المريحة، يمكن للضيوف أن يأتوا إلى المنتجع كما هم، والتواصل مع بعضهم البعض، واكتشاف التغيير الدائم”.

ويقوم الممارسون المتواجدون في كل منتجع من “سيكسنسز” بإعداد البرامج بعناية لتمزج بين الممارسات الشمولية الحكيمة، وأحدث العلوم والتكنولوجيا الحيوية. كل شيء يتماشى مع تغير الفصول، بما في ذلك الانتقال من أشهر الرياح الموسمية إلى “شاراد روتو” (الخريف)، والتي قد يكون لها تأثير كبير على الصحة البدنية والذهنية. وهذا يجعل النهج طبيعياً أكثر للانغماس فيه دون المساومة على النتائج.

“سيكسنسز فانا”، معتزل استجمامي

وجهة للراحة البدنية والذهنية: الصحة والتعافي عند سفوح جبال الهيمالايا

يعتبر “سيكسنسز فانا” ملاذاً عصرياً للصحة الاستجمامية ضمن غابة “سال” الخلابة. ويتواجد نخبة من خبراء الأيورفيدا، وأساتذة اليوغا، ومرشدي التعافي من التبت، وخبراء اللياقة البدنية، وأخصائيي الوخز بالإبر، وخبراء علم المنعكسات والمعالجين، لتوجيه الضيوف نحو التوازن والتجديد.

في “سيكسنسز فانا”، تتحد الأيورفيدا والطب التبتي واليوغا والعلاجات الطبيعية مع جدول يومي متنوع للأنشطة، ودعم شخصي، وتكنولوجيا حيوية حديثة، وعزلة في الطبيعة. وتبدأ إقامة كل ضيف بفحص بدني وذهني، واستشارة مع ممارس أيورفيدا أو ممارس “سوا ريغبا” التبتي. وهذه طرق غير جراحية للوصول إلى “الغطاء”، وتحديد اختلالات “الدوشا”، مع بناء بروتوكول فردي لتحسين النوم والإجهاد والتغذية، وتعزيز الروابط ذات المغزى بين العوالم الجسدية والذهنية والطبيعية. ونظراً لموسم الرياح الموسمية، يُنصح بشكل خاص الاستفادة من “بانشاكارما” – البرنامج الاستجمامي الذي يستمر لمدة 21 ليلة – حيث يعكس التزام “سيكسنسز فانا” بالشمولية والإثمار، مما يسمح بوقت كافٍ للخضوع لرحلة التعافي بشكل كامل، واتباع عادات صحية، واكتساب معرفة حول جوانب الصحة البدنية والذهنية على المدى الطويل.

إعادة التواصل

تعتبر الرعاية الروحية من العناصر الأساسية في “سيكسنسز فانا”. ويتم الترحيب بالضيوف من خلال طقوس مقدسة مثل “آرتي” و “فرميليون”، وسوار من خشب الصندل يعمل كتذكير مادي بالنوايا المتضمنة في الرمز. وتضفي عروض “بوجا” وطقوس إعادة التواصل طابعاً مميزاً على الإقامة، إلى جانب تنوع محلي في التعافي بالصوت، وعلاج “رآج” الذي يُحرر المشاعر الإيجابية من خلال الاستماع إلى الأصوات المنومة للناي. يقع “سيكسنسز فانا” على بعد 90 دقيقة فقط من “ريشيكيش”، مسقط رأس اليوغا، وتشمل الرحلات الاستكشافية للانغماس في التراث الثقافي للمدينة وجوهرها الروحي “غانغا آرتي”، وهي طقوس النار المقدسة على ضفاف نهر “غانغا”.

استعادة الحيوية

تكتمل هذه العروض مع مطعم Anayu المتخصص في مأكولات الأيورفيدا، حيث يتم تقديم ما يناسب الجسد والروح من خلال أطباق مصممة لموازنة الدوشا، مع التوافق مع فلسفة “تناول الطعام في سيكسنسز”، والتي تتبنى المكونات الطبيعية والمنتجات المحلية والمستدامة. وتتبع قائمة الطعام مبادئ المكونات الموسمية والمحلية والعضوية والصحية، وتحصد أفضل النتائج من المواسم الخمسة: الصيف، والرياح الموسمية، والخريف، والشتاء، والربيع. ويسترشد أخصائي الأدوية العلاجية في المنتجع بممارسات الأيورفيدا وسوا ريغبا والمداواة الطبيعية، وكذلك بالمواسم، ليقدّم علاجات مصنوعة من مكونات محلية مزروعة في المنتجع، وتجمع بين الطب التقليدي والمأكولات.

 “سيكسنسز فورت باروارا”

فخامة أزلية في راجستان: إعادة التواصل في مسكن ملكي سابق

“سيكسنسز فورت باروارا”، وهو حصن تم ترميمه بعناية يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر ويضم 48 جناحاً فاخراً في قلب راجستان، يدعو الضيوف للعودة بالزمن إلى العصر الذهبي للضيافة الهندية التراثية، مع وجود آثار أو لوحات جدارية أو قطع أثرية في كل زاوية. ومع ذلك، فإنهم ينجذبون إلى الحاضر مع مرافق الراحة العصرية، والاختراق البيولوجي، ومفاهيم المطبخ المبتكرة، وبرامج الصحة الاستجمامية الرائدة

كونه ملاذاً ملكياً للصحة الاستجمامية، يعد “سيكسنسز فورت باروارا” الموقع المثالي للاستمتاع بممارسات الأيورفيدا في جوهرها الحقيقي، مع الاسترخاء في أجنحة فسيحة تعيد تصوير الأجواء اللطيفة والملكية لعصر راجستان الماضي. وجوهرة التاج هي سبا Zenana Mahal الذي تبلغ مساحته 30,000 قدم مربعة، ويقع داخل قصر الملكة الأصلي. وهنا، سيجد الضيوف نظام أيورفيدا شامل لتعافي “الجسم بالكامل”، وجلسات للتأمل، وبرامج مخصصة للصحة الاستجمامية تمزج بين المبادئ الوقائية الشرقية والتأثيرات الغربية التي تركز على النتائج. وتتضمن العلاجات المميزة الزيوت العطرية المحلية والطين والزيوت النباتية. ويقوم المعالجون المهرة والممارسون الزائرون بتوجيه الضيوف نحو الراحة المثلى من خلال رحلات صوتية فائقة وعلاجات كريستالية قوية مثل تدليك الجسم بالكامل بحجر عين النمر. وتركز كل تجربة بشكل خاص على استعادة الانسجام والتوازن الداخلي.

عودة التوازن

بينما يتجول الضيوف في أروقة “سيكسنسز فورت باروارا”، يصادفون كنزاً من التراث والثقافة الهندية، حيث يكشف كل ركن عن فصل من قصة القلعة والطقوس المرتبطة بها. ويواجه الحصن معبد “شاوتا ماتا”، أحد أقدم المعابد في ولاية راجستان، كما يضم معبد قديم داخل أسواه. ويتم أداء طقوس “آرتي” خاصة كل مساء في المعبد. وينشد الكاهن ترنيمة “بهاجان” قبل البدء بمراسم “تيكا” والتي تتضمن خيطاً ميموناً وماء غانغا (المقدسة). وتتيح هذه التجربة الروحية العميقة للضيوف العودة إلى عالم من السلام الداخلي والهدوء.

التجدد

في “سيكسنسز فورت باروارا”، تلمّح تجربة الطهي إلى المطبخ الراجستاني الأصيل مع إلهام إقليمي هندي ودولي. وتوفر حدائق الحصن العضوية أطباقاً موسمية من المزرعة إلى المائدة، بينما تتشارك القرى المجاورة أسرار تراثها ومجتمعها، من شاي ماسالا الساخن، إلى الباجرا وجووار روتي. وتشجع أماكن تناول الطعام المشتركة المحادثة مع الضيوف الآخرين، وتكوين روابط وذكريات محاطة بجمال الحصن الخالد.

منذ إنشائها في عام 1995، تُعرف “سيكسنسز” بريادتها في الممارسات المستدامة، وأظهرت أن الملاذات الجميلة يمكن أن تعيش في وئام مع المجتمعات والنظم البيئية المحلية. الآن، بعد أن أصبحت جزءاً من محفظة IHG للفنادق الفاخرة والأنيقة – ثاني أكبر محفظة في العالم – تواصل “سيكسنسز” أخذ الضيوف إلى ما هو أبعد من الوجهات، ونحو تجارب وثقافات جديدة، حتى يشعروا بالمغزى وراء رحلاتهم، ويتواصلون في النهاية مع أنفسهم والآخرين والعالم من حولهم.

[1] كارلا أوتو، توجهات رئيسية: السفر والضيافة 2023

[2] تعتمد فلسفة الأيورفيدا على الاعتقاد بأن كل شخص يتكون من مزيج فريد من العناصر الخمسة: الهواء والماء والنار والأرض والأثير. وتتحد هذه العناصر لتكوين ثلاثة هياكل عقلية وجسدية مميزة أو دوشا: فاتا (الهواء والأثير)، وبيتا (النار والماء)، وكافا (الأرض والماء). وتؤكد الأيورفيدا على الدور المحوري للحفاظ على توازن هذه الدوشا باعتبارها ضرورية للصحة المثلى، مع إدراك أن اختلال التوازن يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة البدنية والذهنية.

 

Share.

Comments are closed.