وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة المهندس أحمد العيادة الخمشي يفتتح رسمياً الدورة الأولى من الفعالية المنعقدة في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض
الشيف الشهير ماركو بيير وايت يشارك في أضخم معرض متخصص بقطاع الأغذية والمشروبات على مستوى المملكة ويستعرض مهاراته في إعداد الريزوتو مشدداً على أهمية التواضع لدى الطهاة
الرياض، المملكة العربية السعودية -: انطلقت أمس فعاليات الدورة الأولى من إن فليفر 2023، أضخم معرض متخصص بقطاع الأغذية والمشروبات في المملكة العربية السعودية، بمشاركة أبرز الجهات العاملة في قطاع الأغذية والمشروبات العالمية لمناقشة سبل تحقيق الأمن الغذائي العالمي من خلال حلول الابتكار والاستثمار.
ويستمرّ المعرض، الذي افتتحه رسمياً وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة المهندس أحمد العيادة الخمشي، لثلاثة أيام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وتتولى شركة تحالف بدعم من وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة، تنظيم النسخة الأولى من إن فليفر.
وأكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة المهندس أحمد العيادة الخمشي، في كلمة له أن المملكة أولت اهتماماً بالغاً بالقطاع الزراعي، من خلال اعتماد العديد من الاستراتيجيات الوطنية، بالإضافة إلى إطلاق العديد من السياسات والخطط والبرامج القطاعية التي استهدفت تعزيز دور القطاعين العام والخاص لضمان تحسين الإنتاج الزراعي وتأمين سلاسل إمدادات الغذاء.
ونوّه، إلى أن إقامة هذا الحدث العالمي يهدف إلى التغلب على تحديات قطاع إنتاج وصناعة الأغذية، وتعزيز الاستثمار في مجال الخدمات الغذائية، والتوسع في صناعة الأغذية والمشروبات في ظل الميز النسبية والفرص التي تقدمها المملكة العربية السعودية.
وقال الخمشي: “نعمل في الوزارة على ضمان سلاسل إمدادات غذائية مستدامة في الظروف المستقرة وحالات الطوارئ من خلال تحفيز القطاع الخاص لتنويع مصادر استيراد الغذاء وبناء احتياطات غذائية استراتيجية مستدامة، بالإضافة لعملنا الآن على تحديث استراتيجيتنا الوطنية للزراعة، والتي نطمح من خلالها إلى تحقيق مستهدفات أعلى من الإنتاج الزراعي وإيجاد مزيد من الفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني”.
وقد انضمّ أكثر من 200 مستثمر مسؤولين عن أكثر من 700 مليار دولار أمريكي من أصول المأكولات والمشروبات إلى الآلاف من المتخصصين في القطاع إلى الفعالية، لمناقشة الحلول المبتكرة التي من شأنها مواجهة التحديات المتزايدة بسرعة، ممّا يؤكد الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في إرساء مستقبل الغذاء العالمي.
وتضمّ الفعالية ما يزيد على 100 عرض وجلسة حوارية لتبادل المعارف، مع مجموعة من خبراء ومشاهير الطهي الذين يستعرضون مواهبهم وخبراتهم الفريدة. وقد شارك الشيف البريطاني المخضرم والحائز على ثلاث نجوم ميشلان ماركو بيير وايت ضمن فعاليات ساحة الطهاة، حيث استمتع الحضور بمتابعته بينما يقوم بتحضير طبق الريزوتو بالزعفران. كما اعتلى الشيف وايت قبل هذه الجلسة خشبة المسرح الرئيسي إلى جانب الشيف البحرينية تالا بشمي، التي حصلت مؤخراً على لقب أفضل طاهية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل برنامج أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وناقش وايت مع بشمي تطور مجال الطهي وأهمية الجوائز ومفهوم النجاح ودور الإرشاد والتوجيه. وخاطب وايت بشمي، بالقول: “استمتعي اليوم بنجاحك، لأنه سيأتي يومٌ آخر تُسلّط فيه الأضواء على موهبةٍ جديدة”.
وفي معرض حديثه عن نجوم ميشلان الثلاثة، قال الشيف وايت أنّ هذه النجوم هي دليلٌ على عمل الفريق المخلص مشيراً إلى أهمية قيادة الفريق بصورةٍ مدروسة، موضحاً: “على الشيف الناجح أن يتحلّى بالتواضع وإدراك مدى أهمية التعلّم من الآخرين. كما يعد الشغف والإخلاص من أهم سمات الطاهي الماهر ليترجم مشاعره من خلال الأطباق المعدة بإتقان”.
ومن بين الطهاة المشهورين الآخرين الذين أظهروا مهاراتهم في الطهي ضمن ساحة الطهاة خلال اليوم الأول، الشيف ياسر جاد رئيس جمعية الطهاة السعوديين؛ والشيف السعودي غسان سكر الذي حصد برنامج الطبخ الخاص به على اليوتيوب أكثر من مليون مشاهدة؛ وملكة المطبخ العربي منال العالم.
وتستمر ساحة الطهاة في اليوم الثاني مع مجموعة بارزة أخرى من خبراء فن الطهي الذين يشاركون أسرارهم مباشرة على المسرح.
وشهد المسرح الرئيسي خلال اليوم الافتتاحي من الفعالية الكشف عن الفائزين الـ 22 في “تحدي الابتكار للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي في المناطق القاحلة”، وهي مبادرة أطلقتها في وقتٍ سابق هذا العام وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية مع منصة UpLink التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، للكشف عن حلول تحويلية مصممة لتعزيز الأمن الغذائي في البلدان المتضررة من انخفاض هطول الأمطار والجفاف والتصحر.
وكان من بين الفائزين جهات إبداعية مثل أجراتك بلاس التي تبني غرف تبريد تعمل بالطاقة الشمسية، وهايدروبونيك أفريكال التي ابتكرت وسيلة نمو لا تستخدم أي تربة أو طاقة وتستخدم مياه أقل بنسبة 80%، وأوربيليون المنتجة للحوم البقر والضأن المستدامة والمستزرعة بالخلايا التي تنبعث منها غازات دفيئة أقل بنسبة 92%. وسيحصل الفائزون الـ 22 على شبكات دعم وإرشاد للمساعدة في توسيع نطاق حلولهم.
من جهةٍ أخرى، شهدت منصة الاستثمار والتواصل مشاركة العديد من قادة الفكر ورواد الأعمال العالميين الذين ناقشوا الدور المتزايد الذي تلعبه أهداف الاستدامة البيئية في دفع المستثمرين لدعم الأمن الغذائي والاستدامة. وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت كريستين جولد المؤسِسة لمؤسسة ثوت فور فود: “أصبحت المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة من المتطلبات الأساسية للقيام بالأعمال التجارية، وتسعى الشركات المنتجة للأغذية اليوم إلى إيجاد حلولٍ من شأنها عدم التأثير سلباً على المناخ، مما يجعل أنظمتنا الغذائية أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ، ويتيح لبيئتنا بالتالي تجديد نفسها فضلاً عن تحسين القيمة الغذائية وتمكين المزارعين، ومنع هدر الغذاء”.
وأوضحت جولد بأنّ التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً في تطور قطاع الأغذية والمشروبات، ويمكن أن توفر فهماً أكبر وتواصلاً أفضل على مستوى الأعمال مع المستهلكين، مضيفةً: “أعيش في سويسرا، حيث يحب الناس أسواق المزارعين التي تتيح التحدث مباشرة إلى المزارع لتكوين فهمٍ أفضل حول مصدر الطعام، ويمكننا في ظلّ العصر الرقمي اليوم بناء سوق للمزارعين في كل سوبر ماركت تتيح الاتصال عبر الفيديو مع المزارعين في جميع أنحاء العالم لإلقاء نظرةٍ عن كثب على ماهية أنظمتنا الغذائية”.
من جانبه، استعرض بيورن فيتي، الشريك الإداري والرئيس التنفيذي لشركة بلو هورايزن كوربوريشن، وجهة نظره بطريقةٍ إبداعية مستعرضاً الأرقام المتوقعة لعام 2050، وقال إنه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 11 مليار نسمة ليرتفع استهلاك اللحوم مع زيادة عدد الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بنسبة 50% بما يقرب من 75%. وأشار فيتي: “سيزيد ارتفاع درجات الحرارة من صعوبة زراعة أعلاف للماشية، وسيكون لكل هذا تأثير كبير، خصيصاً بأنني لا أتحدث عن عام 2050 بل عن الوقت الحاضر بناءً على بيانات جمعت من تاريخ 16 يونيو هذا العام”.
وأضاف فيتي: ” يتّسم السبيل نحو تحقيق صفر انبعاثات كربونية بالوضوح، فهو مكوّن من أربع ركائز لتوسيع نطاق النظام الغذائي المستدام؛ وهي الابتكار في الإنتاج، وتعزيز وعي المستهلك، والاستثمار الخاص والعام، وإعادة تشكيل السياسة العالمية. وإذا تمكنا من معالجة هذه الأمور بطريقة مجدية، فقد نتمكن من التخفيف من بعض القضايا الملحة التي تمت مناقشتها هنا اليوم”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النسخة الأولى من إن فليفر قد شهدت انطلاقةً لافتة، مع توقعات بحضور أكثر من 40 ألف مشارك و400 جهة عارضة و200 مستثمر و200 متحدث يمثلون 143 دولة، وهي أرقام غير مسبوقة بالنسبة للفعالية الأولى من نوعها في المملكة.
بدورها، قالت أنابيل ماندر، نائب أول رئيس تحالف: “يُمهّد النجاح الذي حققه إن فليفر في دورته الأولى لازدهار واحدٍ من القطاعات الأكثر حيويةً ونمواً في المملكة العربية السعودية. وتؤكد هذه الفعالية على أهمية الشراكات والتعاون لتسريع تطور قطاع الأغذية والمشروبات، من خلال الشغف المتبادل بالطعام. كما أنه يحفز الاستثمار ويدعم خطط رؤية السعودية 2030 من خلال دفع النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية العالمية من داخل المملكة”.