رؤى حصرية من البروفيسور طارق سليم من المنتدى الاقتصادي العالمي تُنشر في تقرير “التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024: وضع خريطة للمشهد التكنولوجي”، الذي يستكشف أحدث التطورات التكنولوجية في المنطقة في مجالات الاستدامة والتعليم والتمويل والإعلام

الدوحة، قطر-: اتفق خبراء عالميون على أن الابتكار التكنولوجي هو عامل التمكين الرئيسي لبناء مستقبل أكثر استدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك ضمن تقرير جديد مهم نُشر اليوم.

وقد طرحت وكالة بي إل جي وورلدوايد المتخصصة في مجال الاتصالات الاستراتيجية ومقرها الدوحة النسخة الثانية من تقريرها السنوي “التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024: وضع خريطة للمشهد التكنولوجي”. ويتميز هذا التقرير بأنه الدراسة الشاملة الوحيدة من نوعها في المنطقة، حيث يتعمق في تسليط الضوء على مظاهر تطور صناعة التكنولوجيا في الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مختلف القطاعات.

ومن بين أبرز ما ورد في التقرير هذا العام المقال الجديد الحصري للبروفيسور طارق سليم من المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان: “التنقل الذكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. ويوضح البروفيسور طارق في مقاله كيف أن هذه التكنولوجيا لا يمكنها حل قضايا التحضر فحسب، بل يمكنها أيضًا تحسين نوعية الحياة للكثيرين، بينما سيساعد الاستثمار في التنقل الذكي الدول التي تسعى إلى تنويع مواردها الاقتصادية في جهودها الرامية لتقليل اعتمادها على النفط والغاز.

وبالإضافة إلى تكنولوجيا المناخ، يركز التقرير على أربعة قطاعات رئيسية وهي: التكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا التعليم، والابتكار وريادة الأعمال، وصناعة الإعلام. وقد سلط قادة الفكر ورجال الأعمال الضوء على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية باعتبارهما من أسرع المجالات نموًا في المنطقة.

وبهذه المناسبة، صرَّحت إيمان أسانتي، المدير العام لوكالة بي إل جي وورلدوايد، قائلةً: “تحتوي نسخة هذا العام من تقريرنا السنوي حول التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أكبر مجموعة من التعليقات لقيادات فكرية من نخبة مختارة من أبرز الخبراء في قطاع التكنولوجيا بالمنطقة. ويغطي التقرير بعضًا من أكثر المواضيع شيوعًا بدايةً من الذكاء الاصطناعي التوليدي واللغة العربية، ومستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي سريع التطور، وحتى الشهية المتزايدة للتمويل اللامركزي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكلها على خلفية التحول الرقمي المتسارع في المنطقة.”
ويتضمن التقرير مقالات ملهمة لمساهمين بارزين من بينهم منعم بن ليلهم، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ساستينابل سكوير؛ وسانتياغو باناليس، المدير العام لشركة إيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط؛ ونهى شاكر، المؤسس المشارك للجمعية المصرية للتكنولوجيا المالية؛ وإنديكا أماراسينغ، مديرة فرع بشركة ستارت آب غريند قطر؛ ومايكل ويبستر، الرئيس التنفيذي لمنصة الاستخبارات الإعلامية تيلوم ميديا؛ وبادميني غوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة Xareللتكنولوجيا المالية.
من جانبه، قال جاستن كير ستيفنز، الرئيس التنفيذي لوكالة بي إل جي وورلدوايد: “في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، تشهد المنطقة نموًا قويًا نتيجة لتركيزها المستمر على استخدام التكنولوجيا لدفع مسيرة التقدم في جميع المجالات الاقتصادية. وفي الواقع، من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط نموًا بنسبة 20٪ سنويًا، لتصل قيمته إلى 780 مليار دولار بحلول عام 2030 [المصدر]. وإلى جانب الدعم الحكومي القوي، يتمتع القطاع الخاص بالازدهار وبات لدينا منظومة ديناميكية وحيوية للشركات الناشئة تستحوذ على اهتمام رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم.”

ويحتوي تقرير “التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024: وضع خريطة للمشهد التكنولوجي” أيضًا على قسم متخصص يسلط الضوء على الحياة المهنية للنساء الرائدات في قطاع التكنولوجيا بالمنطقة، بما في ذلك ثريا الملا من قطر، وهي رائدة الأعمال العربية في مجال التكنولوجيا المالية لعام 2023 والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ريسيتس الناشئة للتكنولوجيا المالية؛ وبادميني غوبتا المقيمة في الإمارات والرئيس التنفيذي لشركة Xare. وتتميز غوبتا بأنها مصرفية حائزة على عدة جوائز وزميلة القيادة العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث أحدثت مؤخرًا ثورةً في تقديم الخدمات المالية للعمال المهاجرين في جميع أنحاء العالم.

إلى أين تتجه المنطقة خلال السنوات العشر المقبلة؟
من بين التعليقات التي أدلت بها القيادات المهنية الأخرى في المنطقة ما يلي:
الدكتور سالم الشعيلي، مدير وحدة مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بسلطنة عُمان: “سيعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل المشهد التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط بشكل مثير، وهو ما سيمنح دفعةً للابتكار والتحول الرقمي في مختلف القطاعات. وسيؤدي ذلك إلى دفع جهود التنمية الحضرية والرعاية الصحية الشخصية وتعزيز إنتاجية الأعمال وإتاحة إمكانية أتمتة القوى العاملة.”
نارايانان جاناباثي، الشريك المؤسس لشركة بامبوكورن الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية ومقرها البحرين: “أتوقع أن تتسم صناعة الاستثمار بالديمقراطية إلى حد كبير خلال العقد المقبل. وسيبدأ قطاعا العملات المشفرة والتمويل اللامركزي في احتلال مركز الصدارة، مع التحول إلى العملاء الراغبين إلى حد كبير في استخدام حلول الويب 3 التي تستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي.”
ألكسندر فيدمر، شريك ومدير بشركة راسمال فنتشرز ذ.م.م.: “بينما نتأهب لاستقبال عام 2025، يقف المجتمع العالمي عند نقطة تحول ولا يمكن أن يتوانى في جهوده الجماعية الرامية لبلوغ أهداف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2030. وينطبق هذا بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي لديها انشغال تاريخي واقتصادي بالوقود الأحفوري إلى جانب مجموعة فريدة من نقاط الضعف البيئية. ولا يمكن تحقيق التقدم إلا من خلال الاستثمار المستمر والمستدام في التكنولوجيا المتطورة التي من شأنها بناء مستقبل أكثر صداقة للبيئة.”

التكنولوجيا والمشهد الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
كتبت شخصيات مهنية رائدة، بما في ذلك مايكل ويبستر، الرئيس التنفيذي لشركة تيلوم ميديا، وهي منصة استخبارات إعلامية؛ وأندرو دوربريدج، مدير تطوير الأعمال في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة، شركة لكسيس نكسيس للرصد الإعلامي والتحليلات ومقرها دبي، مقالات تتناول بروز المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي في الصحافة وكيف تدفع تقنيات التزييف العميق المستهلكين للبحث عن مصادر أخبار موثوقة وعالية الجودة.
وحول ذلك، قال دوربريدج: “عندما تتعرض الجماهير لوابل من المعلومات الخاطئة والصور المزيفة، وسط الضجيج والإثارة، فإنهم يلجأون إلى وسائل الإعلام التي تتمتع بمصداقية حقيقية، أو المؤسسات الإعلامية عالية الكفاءة، حيث يعرفون أن المعلومات التي يحصلون عليها دقيقة وحقيقية.”
ويعتقد ويبستر أن المحتوى الإخباري الناتج عن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجد موطنًا طبيعيًا في الشرق الأوسط بسبب وجود شباب بارعين في التكنولوجيا يحصلون على معظم الأخبار التي يطلعون عليها من الهواتف الذكية، مدعومين بحكومات لديها الوسائل اللازمة للاستثمار بكثافة في الترويج لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها على نطاق لم يتكرر في أجزاء أخرى من العالم.
ويمكن تنزيل تقرير ” التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024: وضع خريطة للمشهد التكنولوجي” من هنا باللغة الإنجليزية، ومن هنا باللغة العربية.

Share.

Comments are closed.