الإمارات العربية المتحدة، دبي –: ما تزال المضايق الشاسعة في النرويج والسواحل الغنية بالثروة السمكية والتي تتميز بثبات درجة حرارتها على مدار العام، توفر ظروفًا مثالية لاستزراع أسماك السلمون والقد لتعزز مكانة الدولة كمزود عالمي رائد للأسماك والمأكولات البحرية، وذلك بفضل قطاع فريد ومستدام للاستزراع المائي.

وبعد بدايات متواضعة أطلقها شقيقان نرويجيان من رواد الأعمال، استمر تطور استزراع السلمون في النرويج وواصل تكيّفه مع المستجدات والتطورات على مدى التاريخ، ليواكب الطلب الهائل على تجارة الأسماك والاهتمام المتزايد من قبل المستهلكين الذين أصبحوا أكثر وعيًا بمصادر الغذاء وأثرها على البيئة.

وشهد قطاع إنتاج الأسماك والثروة البحرية في النرويج إقرار عدد من السياسات التي تضمن توفير المنتجات الصحية الآمنة والمستدامة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، حيث اتبع مقاربتين رئيسيتين للحفاظ على أعلى معايير الجودة تراعي الأنظمة والقوانين وترصد معدلات الانبعاثات على المستوى العالمي.

وتعد النرويج مسؤولة عن إنتاج ما يزيد على نصف أسماك السلمون في العالم بصفتها الدولة الأولى والأكبر في استزراع أسماك السلمون في المحيط الأطلسي، حيث يساعدها في ذلك طول سواحلها على المحيط وبرودة المياه على مدار العام. كما إن الدولة الاسكندنافية التي ازدهر اقتصادها بفضل الثروة السمكية كأحد أهم ركائزه، تواصل وضع معايير الاستزراع الآمن والمستدام للأسماك واستخدام التقنيات المتقدمة الريادية، وتطبيق الأنظمة الصارمة التي تسهم في حماية الأسماك والمزارعين والمستهلكين في آن واحد.

وانسجامًا مع التزامها بتوفير المنتجات المستدامة من المأكولات البحرية، تستمر النرويج في رصد الأثر البيئي المترتب على جهود الاستزراع السمكي، حيث تعدّ الانبعاثات العالمية الصادرة من المزارع المائية أحد أبرز مؤشرات التقدم في هذا الصدد.

وبفضل الامتثال المستمر للأنظمة الوطنية والإقليمية والدولية، والتزامها بالزراعة المائية المستدامة، تحتفظ مزارع الأسماك النرويجية أفضل المراكز على مؤشر Coller FAIRR ، وهو مؤشر يبرز أفضل منتجي البروتينات الحيوانية المستدامة، ويعتبر المؤشر الوحيد الذي يقيم البروتينات الحيوانية تقييمًا شاملًا، حيث تنطوي تحليلاته الشاملة على دراسة مستفيضة لانبعاث غازات الدفيئة واستخدام المياه والتنوع الحيوي والرفق بالحيوانات واستخدام المضادات الحيوية إلى جانب ظروف العمل والأنظمة الحكومية.

ولا شك في أن هذه المكانة العالمية التي تحتفظ بها النرويج شهادة على التزامها الحقيقي بالعمل المستدام، وتأكيد على أهمية تنظيم أماكن وكيفية استزراع الأسماك لتزويد المستهلكين بالمنتجات الطازجة التي يمكن تتبّع إنتاجها.

في تعليقه على قدرات النرويج الفريدة لاستزراع وبيع سمك السالمون والقدّ عالي الجودة على مدار العام، والتركيز المستمر على راحة وسلامة المستهلك صرحت إنجلي جاكوبسن، مدير مشروع الأسواق الناشئة: “تعدّ الزراعة المائية المستدامة ركيزة أساسية لتعزيز مساهمة المحيطات في الإنتاج الغذائي، ما يؤثر تأثيرًا مباشرًا على سعينا لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وبفضل الامتثال للأنظمة التي تدعم الإنتاج المستدام لأسماك السلمون والقد، إلى جانب تخفيض انبعاثات الكربون، تتأكد مكانة المزارع السمكية النرويجية كمورّد موثوق للمنتجات البحرية الطازجة عالية الجودة ليستمتع بها المستهلكون في جميع أنحاء العالم.”

Share.

Comments are closed.