• المنتديات المتخصصة تستكشف إمكانات الهيدروجين النظيف
  • الدورة الأولى لقمة الهيدروجين الأخضر تستعرض إنجازات أبوظبي الحالية وطموحاتها في التحول لمركز عالمي للابتكار في هذا المجال
  • نائب الرئيس الأول لقسم الهيدروجين لدى شركة إنجي: “يتيح انخفاض تكاليف الهيدروجين الأخضر الفرصة لنا لتوسيع نطاق استخداماته ضمن مزيد من التطبيقات الجديدة”

دبي-: تنطلق فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل بين 16 و18 يناير المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) لتسليط الضوء على إمكانات الاقتصاد العالمي للهيدروجين الأخضر، والذي يتمحور حول تجارة الهيدروجين الذي يجري إنتاجه من مصادر الطاقة المتجددة أو الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية. ويبحث الموفدون المشاركون في الفعالية الأبرز على مستوى العالم في مجالات الطاقة والاستدامة، بشكل معمق في المعطيات الراهنة لاقتصاد الهيدروجين الأخضر.

كما يستضيف مركز ابتكارات الهيدروجين جمهور القمة لإطلاعهم على أحدث التقنيات المحفزة للتطورات في قطاع الهيدروجين، ويضمّ المركز شركاتٍ صغيرة ومتوسطة وأخرى ناشئة تتيح مجالاً واسعاً للتواصل فيما بين خبراء الهيدروجين الأخضر، إلى جانب تسجيلات لبث مباشر تتمحور حول الهيدروجين الأخضر. كما يتسنّى للحاضرين المشاركة في قمة الهيدروجين الأخضر التي تنظمها مصدر بالشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة والمجلس الأطلسي. وتستعرض القمة إنجازات أبوظبي الحالية وطموحاتها في التحول لمركز عالمي للابتكار والاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وتُقدم منصةً لأبرز الجهات الفاعلة في مجال الهيدروجين حول العالم للتواصل وتبادل الرؤى.

وتبرز أهمية الهيدروجين الأخضر بالنسبة لمصادر الطاقة الإقليمية اليوم أكثر من أي وقت مضى، حيث أثمر مؤتمر الأطراف (كوب 27) الذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية مؤخراً عن توقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة لدعم إمكانات الهيدروجين الأخضر، بما فيها الشراكة بين شركة السويدي إليكتريك ورينيو باور الخاصة المحدودة لتطوير مشروع هيدروجين أخضر في مصر بقدرة إنتاجية تصل إلى 220 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، فضلاً عن نجاح دول مثل تشيلي في تأمين تمويل بملايين الدولارات لتعزيز إمكاناتها في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل، والتي تُنظمها شركة آر إكس الشرق الأوسط: “تؤكد لنا الأخبار الواردة من شركائنا ومختلف الجهات المشاركة في مؤتمر كوب 27 في مصر وجود قدر كبير من الفرص المتاحة في قطاع الهيدروجين الأخضر على المستوى الإقليمي والعالمي. ونعتزم تحويل مركز ابتكارات الهيدروجين الخاص بنا إلى حاضنة تجمع المبتكرين في أبرز التقنيات الحديثة لتطوير حلول إنتاج الهيدروجين الأخضر ونقله وتخزينه واستخدامه، بما يسهم في تسريع الآفاق التعاونية وزيادة الاستثمارات وتسليط الضوء على إمكانات حلولهم التقنية على مستوى المشاريع والمبادرات والشراكات الإقليمية”.

وأشارت مصدر، الشريك الرئيسي للفعالية وإحدى أسرع شركات الطاقة النظيفة نمواً في العالم، إلى قدرة القارة الأفريقية على الاستحواذ على حوالي 10% من سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، في خطوة تسهم في توفير 3.7 مليون وظيفة وترفع الناتج المحلي الإجمالي للقارة بما يصل إلى 120 مليار دولار أمريكي؛ وفقاً لتقرير مشترك نشرته مصدر بالتعاون مع منصة أسبوع أبوظبي للاستدامة على هامش أعمال مؤتمر كوب 27 شاركت فيه ماكينزي آند كومباني بتقديم دعم تحليلي، تحت عنوان “ثورة الطاقة الخضراء في أفريقيا: دور الهيدروجين في الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة غير المستغلة في أفريقيا”.

من جانبه، قال محمد عبدالقادر الرمحي، مدير إدارة الأصول والخدمات التقنية والهيدروجين الأخضر في مصدر: “يوفر تقريرنا خارطة طريقٍ للدول الأفريقية لتسخير إمكانات الهيدروجين الأخضر والحدّ من الانبعاثات الكربونية في مختلف القطاعات، فضلاً عن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتسريع جهود نشر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء القارة. كما يُمكن لمصادر الطاقة المتجددة المتصلة بالشبكة والمستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر تغذية الشبكة بالطاقة لتوفير طاقة نظيفة وميسورة التكلفة في المناطق التي تعاني من نقص الموارد، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء التي يبلغ متوسط معدل الكهرباء فيها 48% فقط”.

كما يُشير تقرير مصدر إلى إمكانية الاستفادة من وفرة مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أفريقيا لإنتاج ما بين 30-60 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2050، بما يُشكل 5-10% من إجمالي الطلب العالمي. ويُمكن القول، بأنّ إنتاج حوالي 30-60 مليون طن سنوياً يتطلّب ما بين 1500 و3000 تيراواط ساعة من الطاقة المتجددة، أي ما يعادل أكثر من 50 ضعف إجمالي الإنتاج الحالي لأفريقيا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

كما تبحث لجنة من الخبراء المشاركين في منتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة فيما إذا كانت هناك ضرورة للتركيز على الجانب البيئي من اقتصاد الهيدروجين على وجه التحديد؛ مع استكشاف إيجابيات وسلبيات أنواع الهيدروجين، ونقاش أسباب تركيز الحكومات والمؤسسات على الجانب البيئي، واستعراض أمثلة حول الاستخدامات المقررة للهيدروجين الأخضر، وطرح آليات لتوسيع نطاق سوق المحللات الكهربائية الخاصة بالهيدروجين.

وتضم قائمة المشاركين في الندوات الحوارية للقمة السيد ستيفان جوبيرت، نائب الرئيس الأول لقسم الهيدروجين لدى شركة إنجي، والذي يتطلع إلى تحقيق الريادة في مستوى الإنتاج واسع النطاق للهيدروجين المتجدد من خلال استكشاف الإمكانات الهائلة التي يزخر بها القطاع وفهمها.

وبدوره، قال جوبيرت: “يتيح انخفاض تكاليف الهيدروجين الأخضر الفرصة لنا لتوسيع نطاق استخداماته ضمن مزيد من التطبيقات الجديدة، لا سيما الشاحنات الثقيلة وتوليد الكهرباء خارج الشبكات الرئيسية، وغيرها من التطبيقات في القطاعات الأخرى كالتعدين مثلاً. كما يتسع نطاق هذه التطبيقات مستقبلاً وصولاً إلى التدفئة المنزلية والصناعية ومحطات توليد الكهرباء الثابتة وتطبيقات تخزين الكهرباء طويل الأمد. وتعتمد الجدوى التجارية لهذه التطبيقات على الآفاق طويلة الأمد للتكاليف والعلاقة التفاعلية بين حجم السوق واللوائح التنظيمية والالتزامات الطوعية بالحياد المناخي وغيرها من العوامل المحركة لمساعي إزالة الكربون. ولن نتمكن من التمييز بين الاستثمارات المربحة وتلك غير المدروسة إلا بعد فهم هذه التحديات وتجاوزها بنجاح”.

كما تناقش ندوة حوارية على هامش منتدى المياه التكلفة المائية للهيدروجين، ولا سيما مع حاجةّ الهيدروجين الأخضر لكميات كبيرة من المياه خلال عمليات التصنيع ولأغراض تبريد المحللات الكهربائية. وتبحث الندوة أيضاً في ارتباط الحاجة إلى المياه النظيفة بالطموحات الاقتصادية، وفي توافر البحوث الخاصة بالمنهجيات التقنية البديلة لاستخدام المياه في تصنيع الهيدروجين الأخضر.

ومن جهته، يدعم رولاند كيبنر، المدير التنفيذي لمشروع الهيدروجين والوقود الأخضر في مجال الطاقة والمياه ضمن مشروع نيوم، المدينة الذكية التي يتم بناؤها في محافظة تبوك في المملكة العربية السعودية، فكرة الاستهلاك المحدود للمياه في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

ويجدر بالذكر إطلاق نيوم لمشروع الهيدروجين الأخضر الخاص بها، والذي يُعد أكبر منشأة تجارية في العالم على مستوى المرافق الصناعية تعمل بالطاقة المتجددة.

وقال كيبنر: “يعتمد هذا المشروع المشترك بين أير برودكتس وأكوا باور على أحدث الطرق المبتكرة لتوفير قدرة إنتاجية موحّدة تزيد عن أربعة جيجاواط من الطاقة المتجددة، الشمسية والريحية والمخزنة. ونعتزم استخدام المشروع كدراسة حالة لإثبات استدامة الهيدروجين الأخضر من خلال استعراض قدرته، عند تشغيله عام 2026، على الحد من انبعاث 3 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً”.

وترى شركة آر إكس الشرق الأوسط بأنّ جميع الجهات الفاعلة في قطاعي الطاقة والمياه ستترقب مناقشات المنتدى العالمي للطاقة مع سعي المنطقة للعب دور ريادي في اقتصاد الهيدروجين الأخضر.

وأضافت السباعي: “تخطط الدول التي تعاني من شح المياه، مثل دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، لريادة السوق في مجال تصنيع الهيدروجين وتوريده، غير أنها ستكون مضطرة لإيجاد حلول تضمن انسجام هذه الطموحات مع استراتيجياتها للأمن الغذائي والمائي، لا سيما من حيث معدلات استهلاك المياه. وتشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حالياً حوالي 46 مشروعاً لإنتاج الهيدروجين الأخضر، إلى جانب تعهدات بتنفيذ 40 استثماراً تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. وتمنح المنتديات الجهات الفاعلة في هذه القطاعات منظوراً واسعاً حول الاستثمارات الذكية وآليات تحقيق هذه الطموحات”.

لمزيدٍ من المعلومات حول الفعالية والمشاركة فيها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني https://www.worldfutureenergysummit.com

Share.

Leave A Reply