أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة: تستعد القمة العالمية لصناعة الطيران 2024، الملتقى الذي ينعقد بإشراف الرؤساء التنفيذيين لسلاسل توريد قطاع الطيران في العالم، لتسليط مزيد من الضوء على النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الفضاء. وتشهد دورة هذا العام حضوراَ واسعاً من وكالات الفضاء الدولية الرائدة ورواد الفكر والابتكار في القطاع في ظل النمو غير المسبوق الذي يشهده قطاع الفضاء.

ومن المتوقع أن ترتفع قيمة الاقتصاد الفضائي العالمي من 630 مليار دولار أمريكي في عام 2023 لتصل إلى 1.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2035[1]، مدفوعة بالتطور الحاصل في مجال التقنيات المعتمدة على الفضاء وازدياد معدلات الوصول والابتكار التجاري، وهو ما يؤكد على الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع في رسم ملامح قطاعات المستقبل، بدءاً من الاتصالات ووصولاً إلى رصد المناخ، إلى جانب قدرته على إحداث نقلة نوعية في قطاعات تقليدية من خلال التطبيقات القائمة على تقنيات الفضاء.

وعلى المستوى الإقليمي، تبرز منطقة الشرق الأوسط بصفتها طرفاً فاعلاً في قطاع الفضاء على مستوى العالم، ومركزاُ للابتكار والأنشطة الفضائية، حيث تشير التوقعات إلى تضاعف حجم اقتصاد الفضاء في المنطقة بمقدار ثلاثة مرات، ليصل إلى 75 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032[2]، مدفوعاً بعوامل الاستثمارات الاستراتيجية والتنويع الاقتصادي والتعاون الإقليمي. وتعاون مركز محمد بن راشد للفضاء مؤخراً مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية لإطلاق برنامج تدريبي متقدم لرواد الفضاء في مجال الطب والبحث العلمي، بهدف تزويد رواد الفضاء الإماراتيين بالمهارات المتقدمة لإجراء الأبحاث الطبية القائمة على تقنيات الفضاء، وهو ما يعزز المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال الابتكار واستكشاف الفضاء.

وبهذا الصدد، قال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “يواصل قطاع الفضاء العالمي في التطور والنمو، ما يعزز من أهمية التعاون عبر الحدود أكثر من أي وقت مضى، وتعد دولة الإمارات سباقة في تعزيز الشراكات مع الشركات الرائدة والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم، ومن خلال هذه المبادرات الاستراتيجية، فإننا نستفيد من الخبرات الجماعية لمواجهة التحديات المعقدة التي تفرضها عمليات استكشاف الفضاء، بدءًا من تطوير البحوث الطبية الفضائية إلى تطوير تقنيات مستدامة للمهام طويلة الأمد. كما نتطلع إلى إجراء مناقشات هادفة خلال فعالية القمة العالمية لصناعة الطيران تسهم في دعم اقتصاد الفضاء العالمي وتساعد في بناء مستقبل واعد لقطاع الفضاء، فضلاً عن توفير فرص جديدة للابتكار والنمو والاكتشاف العلمي”.

وتؤكد القمة العالمية لصناعة الطيران التزامها بتعزيز التعاون الدولي واستكشاف آفاق جديدة في مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث تستضيف مجموعة أكبر من ممثلي مؤسسات الفضاء البارزة لتواصل الدورة السابعة النجاح الباهر الذي حققته القمة في السنوات السابقة. وتتضمن المؤسسات المشاركة مركز محمد بن راشد للفضاء، والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين، ووكالة الفضاء المكسيكية، ووكالة الفضاء الفرنسية، ووكالة الفضاء البرتغالية، ووكالة الفضاء الجابونية، ولجنة الاتصالات والفضاء والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية. كما تشمل الجهات الراعية الرئيسية مينو سبيس، وهي إحدى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتخذ من بكين مقراً لها وتركز على تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية المخصصة لقطاع الصناعات الفضائية الجديدة، فضلاً عن ماكسار، شركة التكنولوجيا الفضائية والاستخبارات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال ريكاردو كوندي، رئيس وكالة الفضاء البرتغالية: “تسرنا المشاركة في القمة العالمية لصناعة الطيران، لا سيما مع تحول القدرة التنافسية في قطاع الفضاء إلى عنصر حاسم لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار التقني. وتثق البرتغال أن تنويع الأطراف المشغلة تمثل استراتيجية فاعلة لتعزيز مستوى التنافسية، وأن دخول أطراف جديدة إلى القطاع يسهم في زيادة مستويات التعاون والابتكار. ونؤكد التزامنا بإنشاء منظومة فضائية شاملة تتخطى العقبات التي يفرضها الموقع الجغرافي لتوفير فرصاً جديدة. وتعتمد البرتغال موقفاً حيادياً يتيح لها التعاون مع الشركاء الدوليين في مختلف أنحاء العالم، بعيداً عن أي تكتلات جيوسياسية، وهو ما يضمن مزيداً من التنوع وإمكانية الوصول ضمن قطاع الفضاء”.

وأضاف: “تلتزم البرتغال، بصفتها الرئيس الدوري للشبكة الإيبيرية الأمريكية لوكالات الفضاء، بوضع برامج تعاون فعالة من شأنها تعزيز الشراكات الدولية، وتعميم القدرة على الوصول إلى الفضاء، وضمان توزيع المزايا التي توفرها التقنيات والموارد الفضائية على نطاق واسع، مما يسهم في إحداث تأثير إيجابي على مستوى العالم”.

ويتضمن جدول أعمال القمة جلسات حافلة بحوارات معمقة تستضيف متحدثين من هذه المؤسسات وغيرها، حيث يتناول الحوار موضوع الشراكات الدولية، ورفع سوية الوعي بالعمل في المجال الفضائي، وعلم الاقتصاد الخاص باستكشاف الفضاء. ويقدم سعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، كلمةً رئيسية حول “الإنجازات البارزة والمساعي المستقبلية لرسم ملامح طموحات الدولة في مجال الفضاء”. كما ستنضم بيلار زامورا أسيفيدو، المدير التنفيذي لوكالة الفضاء الكولومبية (AEC)، إلى حلقة نقاش حول “تمكين الشراكات الدولية في الوصول إلى الفضاء والنمو الاقتصادي”.

كما تشمل قائمة المتحدثين البارزين ريكاردو كوندي، رئيس وكالة الفضاء البرتغالية، ولوكا ديل مونتي، رئيس قسم التسويق في وكالة الفضاء الأوروبية، وديلان تايلور، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فوييجر سبيس، فضلاً عن ديكلان لينش، كبير مسؤولي الإيرادات والمدير العام لشركة برايفتير، وتورستن هوفمان، صانع الأفلام الحائز على جوائز ومخرج فيلم فورتيتيود، وهو فيلم وثائقي يتناول حياة العاملين في قطاع الفضاء الناشئ والمخاطر الكامنة فيه والآمال التي يوفرها.

ومن جانبه، قال هوفمان: “حان الوقت لتقديم الفيلم للجمهور العالمي، بعد قضاء ثلاث سنوات في تغطية حياة العاملين ضمن قطاع الصناعات الفضائية الجديدة والمشاريع الواعدة فيه. وتمثل الدورة السابعة من القمة العالمية لصناعة الطيران فرصة قيّمة بالنسبة لي، للتواصل مع صناع القرار وقادة الفكر في القطاع. وأتطلع إلى مشاركة بعض المقاطع من الفيلم الوثائقي، والتخطيط للعروض الأولى على مستوى العالم، واستكشاف فرص الشراكات الجديدة لإنتاج مزيد من الأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على القطاع”.

ومن المتوقع أن تلعب دورة هذا العام من القمة العالمية لصناعة الطيران دوراً في رسم ملامح قطاع الفضاء، وأن تسهم في تعزيز الحوارات والشراكات الهامة لتحفيز النمو في القطاع. وتعزز الفعالية، التي تستضيفها أبوظبي، المكانة الرائدة لدولة الإمارات في قطاع الفضاء، وتوفر منصة فعالة لتبادل الأفكار المبتكرة وتعزيز مستويات التعاون بين الأطراف العالمية الفاعلة في القطاع، وهو ما يمهد الطريق أمام مزيد من الابتكارات في المستقبل.

وتقام القمة في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات في العاصمة الإماراتية يوميّ 25 و26 سبتمبر 2024.

Share.

Comments are closed.