2025 — لا تقتصر جزر المالديف على كونها جنة ساحرة فوق سطح البحر فحسب، بل تُخفي في أعماقها عالماً بحرياً نابضاً بالحياة والتنوّع. في قلب محمية با أتول المصنّفة كمحمية للمحيط الحيوي من قبل منظمة اليونسكو، يقع منتجع ميلايدو الفاخر، الذي يجسّد مفهوم “الرفاهية المبسّطة” ويشكّل بوابة مباشرة إلى أحد أغنى النظم البيئية البحرية تنوّعاً على كوكب الأرض.
وعلى بعد خطوات قليلة من الشاطئ المحاط بأشجار النخيل والممتد حول 50 فيلا خاصة مصممة بأعلى درجات الفخامة، ينبسط حيد من شعاب مرجانية محلية تُعد من الأفضل عالمياً، وتكشف لزائريها عالماً مدهشاً من الحياة البحرية الملونة.
تتداخل الحدائق المرجانية النابضة بالحياة مع أسراب من الأسماك التي تتلألأ بين الأزرق الكهربائي والأصفر الفسفوري، فيما تظهر في بعض الأحيان السلاحف البحرية والقرش والشفنين المرقّط.
أما ليلاً، فتتحوّل الشعاب إلى مشهد سريالي، حيث تتوهّج الكائنات الدقيقة والمرجان في عرضٍ من الإضاءة الحيوية الطبيعية تحت ضوء القمر، يبعث الدهشة في النفوس.
يُشرف فريق الغوص والعالم البحري المقيم في مركز “قصص المحيط” Ocean Stories، وهو مركز معتمد من فئة الخمس نجوم من منظمة الغوص PADI، على تنظيم رحلات غوص وتجارب غنية تتجاوز مجرّد الاستكشاف. فهم ليسوا مرشدين فحسب، بل رواة شغوفون يسعون إلى نشر حبّهم للمحيط بين ضيوف المنتجع.
وتُحيط بجزيرة ميلايدو مواقع غوص استثنائية، تتنوع بين ممرات بحرية شهيرة، وكهوف مخفية، ومغاور ساحرة مثل كهوف ميلايدو، وهي وجهة مميزة للغواصين المحترفين بفضل تشكيلاتها الفريدة من الأنفاق والكهوف التي تحتضن أنواعاً بحرية نادرة لا تُشاهد في أي مكان آخر.
وعلى مسافة قصيرة من ميلايدو، يقع خليج هانيفارو، أحد أعظم المشاهد الطبيعية في العالم، حيث تتجمّع مئات من أسماك المانتا بين شهري مايو ونوفمبر سنوياً في موسم تغذيتها الجماعية وسط مياه غنية بالعوالق البحرية. ويمكن كذلك رؤية أسماك قرش الحوت العملاقة، حيث تتاح للزوار فرصة نادرة للسباحة بجوار هذه الكائنات العملاقة الوديعة، في تجربة لا تتكرّر في العمر.
أما في أتول لافياني المجاور، والذي يبعد 40 دقيقة بالقارب ويُعرف بغناه الأحيائي، فيمكن للضيوف خوض تجربة “الجوهرة الخفية”، وهي مغامرة جديدة تتيح لهم السباحة وسط أسماك قرش الممرضة الهادئة، التي تسبح بالعشرات في المياه الفيروزية، في مشهد مبهر يجمع بين الإثارة والتأمل.
ويُكرّس منتجع ميلايدو جهوده بالكامل لحماية البيئة البحرية والحفاظ على كنوزها. ويعمل فريق “قصص المحيط” Ocean Stories بالتعاون مع منظمات محلية ودولية على رصد أعشاش السلاحف، وتتبع أسماك المانتا، وحصر أعداد الأسماك، وتنفيذ برامج حماية مستدامة. ويمكن للضيوف المساهمة في هذه المبادرات البيئية بحسب رغبتهم، ليكونوا جزءاً من الجهود الرامية إلى الحفاظ على المحيط.
في ميلايدو، لا تنتهي المغامرة عند حدود الماء، بل تتحوّل كل لحظة غوص إلى دعوة للتأمّل، ومشاركة فاعلة في حماية هذا العالم الساحر للأجيال القادمة.