الأميركي براين جراب يدمج فئتَين من رياضات المغامرة بانتقال نوعيّ قياسيّ ليهبط 294 مترًا في إنجاز يفوق التصّور.

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة –: حقق رائد رياضة التزلج المائي الحر على اللوح “ويك سكيت” وبطل العالم ثلاث مرّات الأميركي براين جراب سابقة عالميّة مذهلة، في إطار مشروع مبتكر جمع بين رياضتَي “درون ويك سكيت” و”بايس جامبينج”. وكانت انطلاقة الحدث الاستثنائي من الجسر المعلّق العلوي لمنتجع شاطئ العنوان في دبي، حيث يمتدّ أطول مسبح مترامي الأطراف في العالم مسجّل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، على ارتفاع شاهق يبلغ 294 مترًا فوق سطح البحر.

وبدأت رحلة براين جراب الجريئة بتزلّج مائيّ بأسلوب “ويك سكيت” على طول المسبح الممتد على 94 متراً على السطح، وهي المسافة التي عبرها مسحوبًا بواسطة طائرة مسيّرة. وهو قفز بعد ذلك مباشرة فوق حافة المسبح، منتقلاً بسلاسة إلى رياضة المغامرة “بايس جامب”، التي تقوم على القفز من بنية ثابتة قبل فتح المظلّة، ليهبط في مشهد يخطف الأنفاس 77 طبقة ويحطّ بنجاح على الشاطئ. ومن خلال هذا الإنجاز الاستثنائي، المعروف بتسمية “ويك بايس”، حقق جراب حلمًا راوده طوال سبعة أعوام، وسجّل سابقة تاريخية.

في ما يلي أبرز ما يجب معرفته عن هذا الإنجاز غير المسبوق:

– مشروع “ويك بايس” هو تحدٍ لا مثيل له بالنسبة إلى براين جارب، الذي جال حول العالم للتزلّج بأسلوب “ويك سكيت” في مواقع فريدة مثل وادي الهيدان الأردن والجبال الجليدية في كاب كود أو حوض كليوباترا في تركيا. ومحاولة الجمع بين رياضتَي “ويك سكيت” و”بايس جامب” غير مسبوقة على الإطلاق، ما جعل جراب أكثر تصميمًا على أن يكون أول من يخوض هذا التحدي ويقدّمه إلى العالم.

– أوضح جراب: “أردت أن أكون أول شخصٍ يجمع بين الفئتَين عبر الانتقال من التزلّج بأسلوب ‘ويك سكيت’ مباشرة إلى تنفيذ قفزة ‘بايس جامب’، ودفع نفسي إلى أعلى مستوى في رياضاتي. راودتني هذه الفكرة على مدى سبعة أعوام، ولم تغب عن بالي ولو ليوم واحد.”

– أضاف جراب: “لقد مر وقت طويل، إذ كان علينا أن نصمّم طائرة مسيّرة يمكنها سحبنا، وكان يجب عليّ أن أصبح أكثر كفاءة في رياضة ‘بايس جامبينج’. ثم وجدنا هذا الموقع الرائع في دبي، وأنجزت للتو أكثر العروض جنونًا على الإطلاق من بين تلك التي قمت بها على لوح ‘ويك سكيت’.”

– بهدف التحضير لمغامرته الجريئة، استعان جراب بخبرات مايلز دايشر، أسطورة قفز “بايس جامب” الذائع الصيت من خلال أكثر من 4,500 قفزة ‘بايس جامب’ في سجلّه الرياضيّ المغامِر. وقد وضع دايشر برنامج تدريب صارم لبناء ثقة جراب بنفسه وتطوير مهاراته، علمًا أن هذا الأخير كان قد أنجز 26 قفزة “بايس جامب” فقط حتى ديسمبر 2022.

– بدأ الثنائي تمرينًا مكثّفًا في منشأة تدريب خاصة بدايشر في ولاية أيداهو الأميركية، من خلال التركيز على إتقان القفز من نقاط تعلو بين 106 أمتار و121 متراً. بعد ذلك، سافر دايشر وجراب إلى لاوتربرونين في سويسرا، أفضل منطقة في العالم لأداء رياضة المغامرة هذه، والبلدة التي اشتهرت من خلالها رياضة “بايس جامب”. وكان التركيز هناك على القفز من ست نقاط مختلفة، بدءًا من الأسهل إلى الأكثر صعوبة، ووصولاً إلى الارتفاع الأقصى الذي بلغ 305 أمتار، كي يصبح جراب معتادًا ومرتاحًا للقفز الحر من علو شاهق. وفي الإجمال، أنجز جراب 106 قفزات “بايس جامب” تحت العين الساهرة لدايشر.

– أوضح جراب: “كان هذا المشروع متطلبًا جدًا على الصعيد الذهني، لكن برنامج التدريب المخصص لي جعلني مستعدًا لكل لحظة. تدرّبت على قفزة ‘بايس جامب’ مع مايلز دايشر طوال العام للتحضير لأي أمر يمكن أن أواجهه أثناء القفزة.”

– هذا المشروع الأول من نوعه في العالم الذي نفّذ بالشراكة مع “برادا”، شكّل كذلك سابقة على صعيد الموضة بالنسبة إلى رياضتَي “ويك سكيت” و”بايس جامبينج”، نظرًا إلى أن جراب جُهِّز بملابس ولوازم رياضية مصمّمة خصيصًا لهذا الحدث من قبل “برادا لينيا روسا”، ومعدّة بإتقان لكلا الرياضتَين، كما تجمع بين الأداء العالي والابتكار.

– ومع مواصلة جراب العمل على صقل مهاراته، تولّى الخبير في تطوير الطائرات المسيّرة سيبستيان ستار وفريقه المتفاني المهمّة الدقيقة المتمثّلة بتصميم طائرة مسيَّرة على قياس هذا المشروع الفريد من نوعه. وأشار ستار إلى أن “ما يجعل هذه المسيّرة تحديدًا مناسبة لمشروع ‘ويك بايس’ هو أداء الطيران المحسّن ليتماشى مع حركات رياضة ‘ويك سكيت’.” وأوضح قائلاً: “تم صنعها في شركة أشباه الموصلات المتخصصة في وحدات التحكم الدقيقة للسيارات ورقائق الرادار وإلكترونيات الطاقة. هي نموج خاص بنا كليًا، بدءًا من مكوّنات الأجهزة وحتى المكوّنات البرمجية مثل الإلكترونيات ووحدة التحكم في الطيران والخوارزميات وأجهزة الاستشعار والمراوح وذيل الأمان. وبفضل ملاحظات براين نفسه، تم تحسين وظائف الطائرة المسيّرة واختبارها مرات عدة طوال فترة الإعداد، لتتناسب مع المستوى الذي يحتاجه لأداء ‘ويك بايس’.”

– يمثّل مشروع براين جراب “ويك بايس” ثمرة عشرين عامًا من ممارسة رياضة “ويك سكيت” و15 عامًا من القفز المظلّي الحر، ليجمع من خلاله بين شغفَيه المطلقَين.

–  لقد جاء اختيار دبي لإقامة هذا المشروع الأخير فيها كأمر طبيعي كونها تتمتع بسمعة عالمية كوجهة مميزة للباحثين عن المغامرات والقيام بأعمال مذهلة. ويعد “ويك بايس” حدثاً بارزاً جديداً في سجل المدينة المليء بالإنجازات الرائعة.

– يخلص جراب من الموقع الفريد الذي احتضن الحدث: “عندما خطرت هذه الفكرة على بالنا، تساءلنا أين يمكن أن نجد مياهًا مرتفعة، ولم تكن أمامنا خيارات كثيرة. ثم رأينا منتجع شاطئ العنوان في دبي مع أعلى مسبح بحافة غير مرئية في العالم، وكان علينا أن نأتي لنلقي نظرة على المكان. وقد تمّ إعداد المبنى لنا، علمًا أن طريقة انحناء الحوض كانت مثالية بالنسبة لي، نظرًا إلى أنني أضع قدمي اليمنى أمامًا خلال أداء هذه الرياضة. وكان شكل المسبح مناسبًا تمامًا لوضع منصة القفز، ومن ثمّ هناك منطقة الهبوط الواسعة والرائعة تلك على الشاطئ. بمجرّد أن وقعت أنظارنا على كل ذلك على أرض الواقع، بتنا على ثقة تامة أن المشروع قائم، وكانت تلك لحظة انطلاق المهمة الفعليّة.”

Share.

Comments are closed.