تقنيات الذكاء الاصطناعي تُثري تجربة ضيوف الرحمن
جدة:
مع تواصل توافد الحجاج من شتى أصقاع الأرض، وقبل أيام من بدء ضيوف الرحمن لأداء شعائر فريضة الحج هذا العام 1445هـ، تلك الفريضة التي تهفو إلى أدائها قلوب المسلمين كافة، لإقامة الركن الخامس من أركان الإسلام، أنتجت W7Worldwide للاستشارات الإستراتيجية والإعلامية، مقطعًا مرئيًا، بعنوان “التميز في إدارة الحشود”، يسلط الضوء على الجهود المميزة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات والإمكانات البشرية والمادية اللازمة لتيسير أداء فريضة الحج في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية. لمشاهدة المقطع https://x.com/W7Worldwide/status/1800791558557691976
ويُبرز المقطع البالغ مدته (1.07) دقيقة، ثقافة وعادات السعوديين الأصيلة، ونبل أخلاقهم المستمدة من تعاليم الإسلام الحنيف، كما يظهر المقطع فخرهم بتسخير إمكاناتهم لخدمة ضيوف الرحمن، لا سيما في ظل النهضة الحضارية الهائلة التي تعيشها المملكة، وحرص القيادة الرشيدة – حفظها الله- على توفير كافة الخدمات والحلول التقنية الحديثة للحجاج، ضمانًا لراحتهم في جميع المشاعر المقدسة، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية خلال رحلتهم الإيمانية المباركة.
خدمات وإمكانات
ويستعرض المقطع جهود الحكومة الاستثنائية في توفير بيئة مثالية لأداء مناسك الحج، ويأتي على رأسها مشروع التوسعة الثالثة للمسجد الحرام، والذي يُعد نقلة نوعية في تاريخ الحرم المكي، حيث زادت مساحته الإجمالية لتصل إلى 345,000 متر مربع، مما يتيح استيعاب ما يصل إلى 300,000 مصلٍ، كما تم تشييد ساحات ومسطحات وجسور جديدة بمساحة 239,000 متر مربع، لترتفع الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمصلين إلى 566,000 مصلٍ.
ولم تقتصر التوسعة على زيادة المساحة فقط، بل شملت أيضًا إنشاء مبنى خدمات (المصاطب) بمساحة 730,000 متر مربع، ليتسع إلى 264,000 مصلٍ، وحرصًا على راحة الحجاج تم تجهيز المسجد الحرام والمسجد النبوي بأحدث أنظمة التبريد والتكييف، ونظم الصوت والمرئيات، وأبواب ذكية، وشبكات واسعة من السلالم الكهربائية والمصاعد، بالإضافة إلى عربات نقل مخصصة لخدمة الحجاج.
إدارة الحشود
وتطرق المقطع المرئي إلى إنجاز المملكة المميز في إدارة الحشود البشرية الضخمة خلال موسم الحج، حيث يتوافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسكهم في وقت واحد، حيث تعد المملكة الدولة الأولى بالعالم في إدارة الحشود، لما تمتلكه من خبرات تراكمت على مدار عقود في تنظيم مواسم الحج بنجاح، وذلك بفضل قدرتها على استيعاب ملايين الحجاج من مختلف الجنسيات والثقافات واللغات.
ويشير المقطع إلى سهولة أداء شعيرة رمي الجمرات، وخصوصًا بالنسبة للمعاقين، حيث يوفر جسر الجمرات بمشعر منى تجربة سلسة وآمنة لجميع الحجاج، بفضل تصميمه المتطور الذي يتكون من 6 طوابق، تبلغ الطاقة الاستيعابية لكل طابق منها 120 ألف حاج في الساعة، ليصل إجمالي الطاقة الاستيعابية للجسر إلى 500 ألف حاج في الساعة.
تجارب رقمية
ويظهر المقطع أبرز التجارب الرقمية الجديدة التي أطلقتها المملكة في موسم الحج هذا العام، والتي تهدف إلى تعزيز راحة الحجاج وأمنهم، وتيسير تنقلاتهم بين مختلف المواقع المقدسة، ومن بينها التاكسي الطائر “ليليوم” وهو نموذج متقدم للمركبات الجوية العمودية الإقلاع والهبوط، يتميز برحابة المساحة وسرعة تصل إلى 250 كيلومترًا في الساعة، ويستخدم لنقل الحجاج من المطارات إلى الفنادق.
كما لفت المقطع إلى التوسع في استخدام طائرات الدرون، حيث يتم توظيفها في فحص وتقييم شبكة الطرق باستخدام المسح الحراري، ورصد تدفق الحجاج إلى المشاعر المقدسة، ونقل وحدات الدم والعينات المخبرية بسرعة وكفاءة بين مستشفيات المشاعر المقدسة.
تقنيات حديثة
وبهدف إثراء تجربة الحجاج الدينية والثقافية، يشير المقطع إلى أن المملكة واصلت جهودها في دمج التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتسهيل تجربة الحجاج، ومن أبرز الابتكارات التي تستخدمها المملكة في حج هذا العام، سوار الحاج الذكي “نسك” الذي يوفر معلومات شاملة عن كل حاج، بما في ذلك بياناته الشخصية وحالته الصحية وموقعه، مما يُسهم في سهولة الوصول إليه وتقديم المساعدة عند الحاجة.
بالإضافة إلى بطاقة شعائر الذكية التي تتيح للحاج مجموعة من الميزات، مثل الاحتفاظ ببياناته الشخصية والسكنية، والحصول على إرشادات للوصول إلى سكناه في المشاعر، والتحكم في دخول المرافق المختلفة، والحد من ظاهرة الحج غير النظامي.
وبيّن المقطع كيفية تفعيل خدمة روبوت الفتوى، الذي يقدم خدمة مبتكرة للإجابة على الأسئلة الشرعية والاستشارات الدينية المتعلقة بالحج وأحكامه، وذلك من خلال التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من المفتين المؤهلين لتقديم الفتاوى بكل سهولة ويسر، بعدة لغات، وعلى مدار الساعة.
كما أوضح استخدام تقنيات حديثة أخرى مثل مكانس التطهير الذكية للحفاظ على نظافة المشاعر المقدسة، والتقنيات المستخدمة في تقديم الإرشادات والمساعدات للحجاج على مدار الساعة، وبعشر لغات عالمية.
ولم تنسَ المملكة الجانب الثقافي والمعرفي، حيث تقام المعارض الرقمية والميدانية في الحرمين الشريفين لتعريف الضيوف بمعالم الحرمين والخدمات الرقمية المتاحة، وتقديم محتويات تثقيفية تعمق الفهم الديني وتزيد من الارتباط الروحي والوجداني بالحرمين الشريفين، كما تُفتح أبواب مكتبات الحرمين للتزود فيها بمختلف العلوم.
ويُختتم المقطع المرئي، بالتأكيد على أن الشعب السعودي المضياف سيظل دائمًا في خدمة ضيوف الرحمن، حيث يتواجد المتطوعون في كل مكان طوال موسم الحج، يقدمون يد العون للحجاج، ويساعدون المرضى وكبار السن، ويرشدون الضائعين، وذلك لتوصيل رسالة المملكة للعالم بأن مكة المكرمة والمدينة المنورة تنتظر بشوق كل الحجاج والعمّار، داعيًا الله أن يعيد هذا الموسم أعوامًا مديدة مباركة وآمنة، وأن يحفظ حجاج بيته الحرام، ويقبل طاعاتهم، ويجزي خير الجزاء من سعى لخدمتهم.