قصة نجاح ممتدة خلال46 عاماً بإنتاج يزيد على 790 ألف حبارى
تسخير الجينوم والأبحاث الجينية وتطوير تقنيات خاصة للتربية والإكثار والإطلاق والتتبع بالأقمار الصناعية

أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، -: يشارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في النسخة العشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي يقام في الفترة من الثاني إلى الثامن من سبتمبر 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، حيث يمكن لزوار المعرض الدخول إلى جناح جديد ومتميز يحكي قصة نجاح برنامج أبوظبي للمحافظة على الحبارى الذي أسسه المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان  منذ 46 عاماً، والذي زاد إنتاجه الكلي على 790 ألف حبارى مكاثرة في المراكز التي أنشأها الصندوق داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.

يبدأ جناح الصندوق بنفحات من إرث الوالد المؤسس طيب الله ثراه، حيث كانت رؤيته المتفردة أساساً لقيام هذا البرنامج في أواخر سبعينات القرن الماضي، وقد احتفى البرنامج بأول فرخ حبارى آسيوي رأي النور في حديقة حيوان العين في عام 1982، مما ضاعف العزم على تسخير التقدم العلمي والتكنولوجيا للتغلب على تحديات إنتاج هذه الطيور في الأسر والمحافظة على خصائصها الوراثية وتوحشها الفطري لاستخدامها في المحافظة على الحياة البرية.

ويلتقي الزوار في قلب جناح الصندوق بالمعرض الدولي للصيد والفروسية بضيوف الشرف من طيور الحبارى الآسيوية المنتجة في مراكز الصندوق، والتي تقف شاهداً حياً على نجاح أبوظبي في استدامة الحياة البرية.  وهنا يمكن للزوار الوقوف قليلاً للتعرف على الخصائص البيولوجية والسلوكية للحبارى، وتوجيه بضعة أسئلة لسفراء الحبارى من طالبات وطلاب المدارس حول الأسرار التي جعلت من هذا الطائر درة الصحراء وأيقونة أبوظبي للمحافظة على الحياة البرية. وعلى ذكر الطلاب والطالبات، فإن جناح الصندوق في هذا العام يتضمن منصة مصغرة للتعريف بالمجالات العلمية والتقنية التي يمكن التخصص في دراستها لمواصلة إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد في المحافظة على الحبارى وأنواع الحياة البرية.

وفي منطقة الجينوم، يقف الزوار على كيفية تأمين نقاء الأصل الوراثي للحبارى لتوفير أفضل فرصة لها للبقاء والتكاثر الطبيعي دون التأثير على الأصل الوراثي للمجموعات البرية. ويخصص الصندوق للمرة الأولى في هذا المعرض محطة للعمليات الاصطناعية التي طورتها مراكز الإكثار، حيث يمكن للزائر أن يتعرف على إعادة تكوين الظروف الاصطناعية المناسبة لمكاثرة الطيور بأعداد كبيرة في الأسر، وكيفية إجراء عمليات التلقيح الاصطناعي والحضانة والتفقيس وتربية الأفراخ حسب عمرها والغرض من إنتاجها، سواءً كان الهدف هو ضمها إلى طيور التكاثر أو استخدامها للمحافظة على الحياة البرية.

ويمكن لرواد الجناح السفر افتراضياً مع الحبارى المهاجرة إلى براري آسيا حتى كازاخستان والصين ومنغوليا والعودة إلى صحراء الإمارات حيث تنعم بالدفء والحماية في ظل المبادئ التي غرسها الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، والتي تقوم على الرفق بالحيوان والشغف بالطبيعة والاستخدام المستدام للمحافظة على التراث والحياة البرية.

وفي ركن المجتمع ، يطلع الزوار على كتاب “قصص من بيئتنا”، وهو من إبداعات طلاب مدارس التعليم العام في الإمارات ويحتوي على 15 قصة مصورة فائزة في المسابقة التي طرحها الصندوق بالاشتراك مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وشاركت فيها 151 مدرسة بفريق من المبدعين الصغار الذين تشربوا مبادئ المحافظة على الحياة البرية وحماية الطبيعة والتراث الوطني المستدام. كما يمكن للزوار التعرف على “نموذج الحبارى” وهو برنامج تعليمي يتضمن وحدات تعلم متعددة التخصصات تم إنشاؤها باستخدام الألعاب التعليمية وخبرات التعلم المتوائمة مع منهج وزارة التربية والتعليم. وتقوم منصة التعلم الخاصة بالبرنامج والتي تم إدماجها في المنصة الرسمية لوزارة التربية والتعليم بتوفير حصيلة زاخرة من الموارد التعليمية للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور من أجل تزويد المتعلمين الصغار بتجربة تعليمية ممتعة ومتواصلة. ويمكن لزوار الجناح مشاهدة 3 مقاطع فيديو ، تحكي كل منها قصة عن الطبيعة وثقافة الإمارات وتراثها المستدام.

وفي تعليقه على مشاركة الصندوق في هذا العام، قال سعادة عبد الله غرير القبيسي، المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: ” من خلال مشاركتنا في هذه الدورة الجديدة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ، نجدد التزامنا بالمحافظة على التوازن الطبيعي وبمواصلة برنامجنا الرائد الذي يحتذى به في المحافظة على أنواع الطيور والحيوانات الفطرية المهددة والمعرضة للمخاطر، مؤكدين عزمنا على مواصلة العمل مع المؤسسات والمنظمات والأفراد من رواد البيئة وحماة الطبيعة والصقارين المتمسكين بتراث الآباء والأجداد من أجل دعم استراتيجية الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى التي تعتمد على التطوير والبحث العلمي والدراسات الميدانية والتعاون الدولي وتعزيز تطبيق الاتفاقيات والنظم والتشريعات الوطنية والدولية وتطوير تقنيات الإكثار والاستخدام والمراقبة في البرية.

وقال القبيسي ليست العبرة بطائر واحد استطاعت أبوظبي حمايته واستعادة ازدهاره في البرية، إذ أن الحبارى يمثل رمزاً وطنياً ودولياً لحماية البيئة ومؤشراً جيداً للمحافظة على نظام بيئي متكامل بكل ما فيه من نباتات وحيوانات وتربة ومياه وهواء ومشاهد طبيعية، بالإضافة إلى ارتباطه بأساليب الحياة والتراث الثقافي لمجتمعات محلية ذات تاريخ عريق في الرفق بالحيوان والنبات والمحافظة على الموارد الطبيعية. وقد ساهمت الشراكات المجتمعية في العديد من دول الانتشار في دعم تشغيل المراكز وإنجاح برامج الحماية والمراقبة والدراسات الميدانية، وتوفرت لها العديد من فرص التوظيف والتأهيل والبنى التحتية الحديثة مثل المدارس والمشافي والمساجد والمجمعات الرياضية وشبكات المياه والكهرباء.

Share.

Comments are closed.