يشهد قطاع السياحة تجددا مستمرا في الطرق التي يتعرف بها المسافرون عن وجهات جديدة، ومن بين هذه الطرق، تمثل الأفلام مصدر إلهام للعديدين لاستكشاف مدن غير معروفة، أو حتى أوجها جديدة لأشهر المدن على الإطلاق.
تمثل مدينة جنيف، بتنوعها الطبيعي، الاجتماعي والعمراني الوجهة الأمثل للباحثين عن جمع تجارب مختلفة ضمن رحلة واحدة، ما جعلها موطنا للعديد من الإنتاجات السينيمائية التي استفادت واحتفت بضيافتها لتنقل صورها إلى الجميع حول العالم.
تعتبر المدينة القديمة في جنيف أكبر مدينة تاريخية في سويسرا، وتحكي الأزقة الحجرية الضيقة، المباني التاريخية، والمتاحف الفريدة من نوعها قصة هذه المدينة ومجتمعها لعدة قرون خلت. تمثل المدينة القديمة في جنيف موطن هنري دونانت، مؤسس هيئة الصليب الأحمر، والكاتبة إيزابيلا إيبرهاردت، ما جعلها الوجهة المناسبة لتصوير الفيلمين المقتبسين عن حياتهما، أين تم تصوير جزء كبير من الفيلمين وسط هذا المكان العريق.
نظرا لكونها موطن العديد من المنظمات العالمية من بينها هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، تتميز مدينة جنيف بطابع عالمي خاص جعلها المكان البديهي لتصوير العديد من الأفلام العالمية من بينها Contagion 2011 وفيلم Angels & Demons 2009، وباستطاعة محبي الاستطلاع التعرف أكثر على تاريخ إنشاء هذه المنظمات ودورها العالمي البارز.
لمدينة جنيف كذلك مناطق حضارية لعشاق الطاع الأوروبي والثقافة المحلية للمنطقة، مما استلهم العديد من الأفلام التي تتخذ من الفكر والفلسفة الجديدة محورا رئيسيا لها، من بينها Nouvelle Vague 1990، إذ تتميز المدينة بأزقتها الممتدة المناسبة لعشاق التجول والتعرف على الحياة المحلية اليومية عن قرب.
عبر احتضانها للعديد من الوجهات المائية من بينها بحيرة جنيف الشهيرة ونهر الرون، تتميز جنيف بطابع سينمائي حالم يوفر للزوار فرصة الاستلقاء تحت أشعة الشمس والاستمتاع بيوم هادئ بعيدا عن صخب المدينة، قام فيلم L’Inconnu du Shandigor 1967 بإظهار بعض من أجمل اللوحات المائية لهذه المدينة الساحرة عبر إظهار زوايا جديدة لها شكلت مصدر إلهام للعديد من الزيارات السياحية للمنطقة.
لا تخلو مدينة جنيف من الطبيعة الساحرة، إذ تعتبر مدينة للحدائق بامتياز، مع تواجد الخضرة في كل ركن منها، مقدمة مساحة من الهدوء والسكينة للجميع على مدار السنة، مع مناظر خلابة تجمع ما بين زرقة المياه والجبال الشامخة المحيطة بها، تم استغلال جمال هذه المناظر بنجاح في فيلم Syriana 2005، أين أضفت طبيعة جنيف بعدا عاطفيا لموضوع الفيلم الدرامي والشائك، جاعلة منها شخصية إضافية في الفيلم.
سواء كان الزوار من عشاق مشاهدة الأفلام أم لا، سيكون باستطاعتهم التجول وسط مناطق متنوعة، تحكي كل منها قصة مختلفة، مقدمة بذلك تجارب متجددة ذات أوجه عدة تناسب تطلعات المسافرين من جميع الفئات.