جدة، المملكة العربية السعودية– بالتعاون المشترك بين كل من معهد البنك الإسلامي للتنمية، وصندوق التضامن الإسلامي، ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية، تم تنظيم ورشة عمل تدريبية حول قياس الفقر متعدد الأبعاد. وقد تم تصميم ورشة العمل بهدف بناء قدرات منسوبي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في إجراء البحوث التي تعتمد على البيانات من أجل دعم صنع السياسات المستندة إلى الأدلة.

وانعقدت الدورة التدريبية في الفترة من 24 إلى 25 يناير 2023م في مقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة بالمملكة العربية السعودية.

وانطلاقا من أن مكافحة الفقر وتعزيز القدرة على الصمود تمثل إحدى الركائز الإستراتيجية ضمن الإستراتيجية الجديدة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية الجديدة، فإن أهمية قياس وفهم الفقر متعدد الأبعاد لا تقتصر على توجيه عملية صنع السياسات، بل تتجاوز ذلك إلى توجيه تدخلات البنك الإسلامي للتنمية أيضاً.

تناولت الورشة التدريبية بالتفصيل مؤشر الفقر متعدد الأبعاد ومجالات تطبيقه، وهو المؤشر الذي طورته مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية. ففي حين أن الفقر يقاس تقليديًا من حيث الدخل، فإن مؤشر الفقر متعدد الأبعاد يقيس الفقر بمظاهره العديدة، بشكل يعكس عمق واتساع الفقر متعدد الأبعاد.

ويعد المؤشر العالمي للفقر متعدد الأبعاد مقياسًا قابلًا للمقارنة على الصعيد الدولي من حيث الفقر الحاد متعدد الأبعاد، وقد طورته وأطلقته مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ عام 2010م. ويتضمن المقياس معلومات عن أكثر من 100 دولة يتم تحديثها بشكل سنوي، ويشمل المؤشر العالمي لعام 2022م للفقر متعدد الأبعاد 41 دولة من دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة.

وقدم الجلسات التدريبية كل من مديرة البرامج والعمليات في مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية، السيدة/ كورين ميتشل، ومسؤولة الأبحاث والسياسات، السيدة/ ألكسندرا فورتاكز.

تناول اليوم الأول من البرنامج التدريبي أهمية رفع الوعي عن القيمة المضافة لمقاييس الفقر متعددة الأبعاد، وفهم أنواع المؤشرات وآثارها الإيجابية على جهود مكافحة الفقر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية. أما في اليوم الثاني فقد توجه التركيز إلى الجوانب الفنية للحوسبة وتحليل المؤشر.

وفي كلمتيهما في الجلسة الافتتاحية لورشة العمل، أكد كل من المدير العام لمعهد البنك الإسلامي للتنمية بالإنابة، الدكتور سامي السويلم، والمدير العام لصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، الدكتورة هبة أحمد، على أهمية فهم مقياس الفقر متعدد الأبعاد من أجل تمكين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية للاستفادة منه في صنع سياساتها وبرامجها التنموية.

وأوضح الدكتور السويلم إلى أن ورشة العمل “ستمكننا من اكتساب وتحسين مهاراتنا في قياس الإحصاءات المعنية بالفقر، وفي نهاية المطاف إنتاج وتفسير وتطبيق أدلة الحرمان المتعدد في تشكيل تفكيرنا وسياساتنا وتدخلاتنا”.

من جانبها قالت الدكتورة هبة أحمد إن الشراكة بين المؤسسات الثلاث “لن تزودنا فقط بالأدلة لتوجيه سياساتنا وتدخلاتنا، بل ستعمل أيضًا على بناء قدرتنا من أجل تنفيذ تدخلات مكافحة الفقر المصممة خصيصًا لاحتياجات دولنا الأعضاء”.

الجدير بالذكر إن معهد البنك الإسلامي للتنمية هو منارة المعرفة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ويقوم بتطوير حلول قائمة على المعرفة لمواجهة التحديات التنموية الملحة في الدول الأعضاء، أما صندوق التضامن الإسلامي للتنمية فهو ذراع المجموعة لمكافحة الفقر. وتعمل المؤسستان مع مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية ضمن إطار تعاون أوسع مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

وقد شارك في الجلسات التدريبية أكثر من 40 موظفًا من مختلف كيانات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

Share.

Leave A Reply