تتميّز المنطقة الشمالية بعادات اجتماعية تُظهر اهتمام أهلها بالترابط الاجتماعي، والتواصل، وصلة الأرحام، وإكرام الضيف، والإحسان في التجهيز للشهر الكريم، ولا تستغرب إن دُعيت لمائدة رمضانية كل يوم في بيتٍ مختلف! فهذا هو الكرم الشماليّ.

وقد جمعت W7Worldwide  أبرز 7 عادات رمضانية في الشمال السعودي، وهي:

  1. دورية الفطور: عادةٌ رمضانية اجتماعية مميزة توضح أواصر التكافل الاجتماعي، والترابط والتواصل، إذ تتولّى البيوت تنظيم إفطار جماعيّ يجتمع فيها عدد من الأسر بشكل دوريّ طيلة شهر رمضان، بحيث يتولى كل منزل يومًا كاملًا لتجهيز المائدة؛ ما يقلّل التكاليف على البيوت، وكانت العادة محصورة بين الأقارب مجدولةً بحسب كل بيت، ثم توسعت لتشمل عددًا من الأسر.

ويتنافس الشماليون على هذه العادة؛ لنيل أجر الصائم، وحرصهم على تأليف القلوب باجتماعها على الموائد الرمضانية، وتنمية روح التواصل والتقارب بين الأقارب والجيران، وصلة الرحم لدى الكبار والصغار.

كما أن تجمعات أهل الشمال تزيد في العشر الأواخر، لتشمل تجمع الأهالي، باللباس الشعبي، وزينة الحناء، وختم القرآن.

  1. التقريش/ التقريشة: عادة حائلية بدأت منذ سنوات طويلة واستمرت حتى اليوم، وهي آخر وليمة قبل شهر رمضان، في آخر يوم في شعبان، وتجتمع فيه الأسر لتمد الموائد بألذ المأكولات والحلويات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة.

وقد تقسّم أيام التقريش لتكون: يوم لتقريش الأقارب، ويوم للجيران، ويوم للأصدقاء، وعادةً ما تكون بين أفراد الأسرة الواحدة أو فروعها، أو أبناء الحي الواحد، في كرنفال اجتماعيّ للصغار والكبار، يتبادلون فيه أطراف الحديث والذكريات، وتتصافى فيه النفوس قبل الشهر الكريم، كما يمتاز حديثًا بلبس الملابس التراثية، كالجلابيات والثوب؛ لإظهار الفرح باستقبال رمضان.

  1. الطعمة أو الغرف: من العادات الشعبية المتوارثة بين أهالي الحدود الشمالية، وتعني تبادل وجبات الإفطار أو الأطباق الشعبية الرمضانية التي تشمل العديد من الأصناف المعدّة من سيدات المنطقة بين الجيران والمعارف، لتتضح أبهى صور التكافل الاجتماعيّ الرمضانيّ، ويتجسّد التواصل والتراحم والمحبة بين الأهالي في تقديم أفضل ما لديهم؛ لتقوية الصلات بينهم.

والطعمة أو الغرف هي عادة سعودية باختلاف المناطق والتسميات، وأضحت مشهدًا مألوفًا في الدقائق التي تسبق الإفطار في الأحياء، في مظهر إنسانيّ يعكس الترابط بين الناس، وفهم فضيلة التعاون ومساعدة الآخرين، والامتنان لهم.

  1. زينة رمضان وصافرة الصيت: كحال باقي مناطق المملكة، بدأت الفتيات بارتداء اللباس التراثي والجلابيات، إضافةً إلى النساء الكبيرات، لتكون عادةً رمضانيةً لإظهار الفرح والسرور بدخول شهر رمضان، كما تنتشر الزينة داخل البيوت، ويتم تعليق الفوانيس واستخدام المفارش والأدوات المنزلية ذات الطابع الرمضانيّ، وأجهزة البخور التي تعطّر المنازل بالروائح الجميلة.

ويحرص الأهالي على ترتيب سفرة رمضان؛ ليعيشوا أجمل الأجواء الرمضانية، أما في الشوارع فتتزيّن الشوارع بالبسطات الرمضانية المتنوعة، التي تحوي الخضروات والأكلات والعصائر والفواكه، إضافةً للفوانيس والأسواق الشعبية.

ويعود شهر رمضان المبارك بذاكرة أهالي الشمال إلى عصرِ الستينيات والسبعينات الميلادية، حيث المدفع الرمضاني، وصافرة الصيت التي تعلن  موعدي الإمساك والإفطار خلال الشهر الفضيل، وهي صافرة كبيرة، كانت تُستخدم لإشعار الناس بوقت الإفطار والإمساك، وهو أشبه بصافرات الدفاع المدني.

  1. إفطار المساجد والتطوع: يشهد العمل التطوعي تناميًا إيجابيًّا في المنطقة الشمالية، وإقبالًا شديدًا من الشباب والفتيات، ومنه المشاركة في برامج إفطار الصائمين، وتوزيع السلال الرمضانية، وتوزيع وجبات إفطار الصائم من أول يوم في رمضان.

  1. فك الريق: عادة اجتماعية تشمل المملكة العربية السعودية بأكملها، وتعني تناول الصائم الرطب أو التمر، ثم الماء، ثم يختلف الناس بعدها، فمنهم من يفضّل الذهاب للصلاة قبل تناول وجبة الإفطار، ومنهم من يفضّل الصلاة بعد الإفطار.

وعادةً ما يتبع فك الريق البدء بمأكولات خفيفة مثل: الشوربة، والعصائر الرمضانية.

وتقوم بعض مناطق المملكة بأكل (الإقط) في فك الريق، والذي يسمى (الجميد) أو (المضير) أو (البقل) وهو مكوّن من السمن واللبن.

  1. رب الدلال/ رباب الدلال: عادة رمضانية تبدأ من شهر شعبان، يقوم فيها (الربّاب) بنصب خيمته؛ لاستقبال الناس، وتنظيف الدلال المعدنية الفضية وتلميعها، وتبييضها، وصيانتها، والتي تُستخدم لتقديم القهوة للضيوف، ولها اهتمام وتقدير خاص وخصوصًا عند أصحاب المشبّات والمجالس، كما أنها جزء من فطورهم مع التمر.

Share.

Comments are closed.