توقعات مستقبل الطاقة في الشرق الأوسط تشير إلى انخفاض مستويات الطلب على الطاقة في المنطقة
المنطقة تتوجه نحو الاستثمار في التقنيات المبتكرة القادرة على توفير مستويات كفاءة أعلى من حيث المرونة والتكاليف
دبي، الإمارات العربية المتحدة -: كشف تقرير مركز فروست آند سوليفان أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولاً كبيراً في قطاع الطاقة نحو إرساء مستقبل رقمي ولامركزي وخالٍ من الانبعاثات الكربونية، بالتزامن مع سعي دول المنطقة لتحسين مستويات أمن الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز مرونة الاستثمار في قطاع الطاقة.
وتشير توقعات التقرير، الذي أعدّه مستشارو المركز، إلى أن القطاع قد يشهد انخفاضاً في مستويات الطلب قريباً، على الرغم من الاستثمارات الحالية على مستوى المنطقة في القدرة المركّبة للطاقة بمعدل يتراوح بين 4.5% و4.8% سنوياً.
ومن المتوقع أن ينخفض الطلب الإقليمي على الكهرباء من 3.5% سنوياً إلى 3.3% بحلول عام 2030، وفقاً للتقرير الصادر بتكليف من معرض الشرق الأوسط للطاقة، الفعالية الرائدة في قطاع الطاقة بالمنطقة والتي تُقام في مركز دبي التجاري العالمي بين 7 و9 مارس.
وأفاد التقرير باستمرار الدور الرئيسي للغاز في مجال توليد الطاقة في المنطقة، حيث أشار إلى “وجود مساعٍ واضحة لمواصلة الاعتماد على الغاز كوقود بسبب وفرته، رغم التوقعات بزيادة مستويات اعتماد التقنيات القادرة على الحد من الانبعاثات الكربونية في هذه المحطات”.
ويتوقع التقرير أيضاً أن تمنح الأجندة المستقبلية للاستثمار في قطاع الطاقة الإقليمي الأولوية لاعتماد التقنيات الكفيلة بتحقيق أعلى قيمة من حيث الفوائد والتكاليف بما يلبي المتطلبات الموجودة إلى جانب ضمان المرونة في المستقبل، والتي أكد التقرير على مساهمتها في إطلاق العنان لموجة جديدة من المشاريع وتنمية رأس المال البشري وتوفير فرص العمل وخصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأفاد التقرير بأن “القطاع الخاص والجهات الحكومية تلعب دوراً محورياً في الوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من هذه الأهداف. ويُضاف إلى ذلك أهمية منهجية التعاون التي تسهل توريد التقنيات الجديدة واعتمادها، حيث تُعد العامل الأبرز لتطور مزيج الطاقة بالصورة الأمثل”.
وتُقدر إمكانات التقنيات الناشئة في قطاع الطاقة في المنطقة بأكثر من 530 مليون دولار أمريكي فيما يخص الطاقة الشمسية الكهروضوئية الموزعة حتى عام 2025، وما يزيد عن 400 مليون دولار أمريكي للأنظمة الهجينة حتى عام 2025؛ وحوالي 8 مليارات دولار أمريكي لتحسين كفاءة الطاقة على مدى الـ 12 عاماً القادمة، وما يتجاوز 50 مليار دولار أمريكي للشبكات الرقمية والشبكات الذكية حتى عام 2030.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال عزان محمد، مدير معارض الطاقة بشركة إنفورما ماركتس، الجهة المسؤولة عن تنظيم معرض الشرق الأوسط للطاقة: “توفر المنطقة في الوقت الراهن أرضاً خصبةً للاستفادة من الفرص المبتكرة والاستثنائية. وينعكس حجم هذه الإمكانات في إضافة المؤتمر الاستراتيجي رفيع المستوى بعنوان “قيادة التحول في قطاع الطاقة” إلى مجموعة الفعاليات التي تستضيفها الشركة، ما يساهم في تمكين كبار صناع القرار في القطاع من اغتنام الفرص السانحة ومواجهة التحديات”.
وساهمت مسارات القطاع المبتكرة في تعزيز الاهتمام بمعرض الشرق الأوسط للطاقة 2023، الذي من المتوقع أن يشهد مشاركة أكثر من 20 ألف مختص في قطاع الطاقة، ليجسّد الدورة الأضخم في تاريخ الفعالية. كما أكدت أكثر من 800 جهة عارضة من 170 دولة مشاركتها في المعرض حتى الآن ضمن شرائح المنتجات المخصصة الخمسة، والتي تشمل مولدات الكهرباء الاحتياطية والطاقة الحرجة، ونقل الطاقة وتوزيعها، وترشيد استهلاك الطاقة وإدارتها، والحلول الذكية ومصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. وتتوقع إنفورما أن يسجل المعرض بدورته المقبلة مستويات حضور قياسية، إضافةً إلى تخطي قيمة الصفقات المنجزة في دورة 2022، والتي تجاوزت قيمتها 705 مليون دولار أمريكي.
وتتولى شركة إنفورما تنظيم فعاليات الدورة الـ 48 من معرض الشرق الأوسط للطاقة، المعروف سابقاً باسم كهرباء الشرق الأوسط.