ما بين مهرجانات الهالوين التي تحتفي بالفلكلور الأيرلندي والإقامات المريحة في القلاع والفنادق، تضع أيرلندا هذا الموسم بين أيدي ضيوفها من الشرق الأوسط كنزًا من الأنشطة والفعاليات

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة-: ها هي الطبيعة تخلع رداءها الصيفي الزاهي لترتدي رداءها الخريفي الدافئ، مفسحة المجال ليحلّ الخريف على أيرلندا وتتحوّل على إثره إلى جنّة شاعرية تعزف سيمفونيات من التجارب الراقية. فالخريف في أيرلندا يعني مهرجانات الموسيقى واحتفالات عيد الهالوين (عيد جميع القديسين) والإقامات في الفنادق الفاخرة وتجارب تناول الطعام المميزة.

 

وعليه، تدعو أيرلندا زوّارها من دول الخليج إلى زيارتها والاستمتاع بشواطئها الساحرة والضلوع بما تقدّمه من أنشطة تناسب جميع الأذواق. وتجدر الإشارة إلى أنّه بات باستطاعة الزوّار من دول الخليج الاستمتاع برحلات مباشرة من الإمارات العربية المتحدة لا تتعدّى 8 ساعات، كما والسفر بدون تأشيرة لسكان الإمارات العربية المتحدة.

 

مهرجانات الموسيقى وعيد الهالوين

 

تبدأ رحلة الزوّار من مقاطعة ليش في أيرلندا، بحيث سيكونون على موعد مع أكبر تجمع موسيقي وفني ومشهود له دوليًا، مهرجان إلكتريك بيكنيك! فعلى مدار الفترة الممتدة من 1 إلى 3 سبتمبر، ستصدح الموسيقى من كلّ حدب وصوب في سترادبالي هول، ليستمتع الحاضرون على إثرها بنهاية أسبوع ممتعة وتجربة مهرجان لا مثيل لها. ولا تقتصر أنشطة المهرجان على الموسيقى فحسب، بل تشمل مزيجًا استثنائيًا من الموسيقى والفن والمسرح والصحة الشاملة. كذلك سيجمع المهرجان فنانين من جميع أرجاء العالم، أبرزهم بيلي آيليش وفرقة ذا كيليرز ونيال هوران وغيرهم.

 

وفي أكتوبر، ترتدي أيرلندا زيّها التنكري احتفالًا بعيد الهالوين، وتضلع في احتفالات وفعاليات فريدة مستوحاة من تقليد سلتي قديم يُعرف باسم ساون، والذي يُترجم إلى “نهاية الصيف”.

 

ومن بين هذه الفعاليات نذكر مهرجان بوكا الذي يُقام في مدينة أثبوي، إذ يُعدّ مركزًا مهمًا لتقاليد الهالوين. وتعد احتفالات هذا العام، المقرر عقدها في الفترة من 27 إلى 31 أكتوبر، بمجموعة من الفعاليات الآسرة، بما في ذلك سلسلة من العروض الموسيقية التي يقدّمها فنانون محليّون، إلى جانب أكشك طعام عدّة، وجولة مخيفة بين ربوع تريم بورشفيلدز بحثًا عن الأرواح التائهة من العالم الآخر، وعرضي سيرك ممتعين.

 

الفنادق

 

متى ما ذُكرت أيرلندا، تبادرت إلى الأذهان تلقائيًا قلاعها الفخمة بهندستها المعمارية الرائعة وتصميماتها الداخلية المتطورة، لا سيّما وأنّها تفتح أبوابها على مصراعيها لتستقبل الزوّار الباحثين عن  تجربة خريفية مريحة. ببساطة، ما من مكان أمثل من القلاع للإقامة، إذ أنّ ليلة بقرب نيران المدفئة المريحة بصحبة كتاب كفيلة باصطحاب الضيوف على متن رحلة إلى الماضي الجميل.

 

ففي مقاطعة مونجان، ووسط 1,000 فدان من الريف الساحر، تقع قلعة كاسل ليزلي إستايت، إحدى أفخم القلاع المخصّصة للإقامة في أيرلندا. وكان هذا الموقع التاريخي قد خضع مؤخرًا لعملية ترميم كبيرة. خلال النهار، تتاح للضيوف فرصة المشاركة في أنشطة مثل صيد الأسماك أو ركوب الخيل على الأراضي. ومع حلول الليل، يمكنهم الاسترخاء في إحدى الغرف الرائعة المتوفرة في القلعة أو النزل.

 

وفي قلب مقاطعة كونيمارا الخلابة، تجاور قلعة باليناهينش نهر أوينمور، وتجلس بترقب لاستقبال ضيوفها وسط عقارها الريفي الأنيق المجهّز بالمفروشات العتيقة الأنيقة والممتد على مساحة 450 فدانًا. ولعلّ أكثر ما يميّز هذه القلعة هي كثرة المدافئ الحجرية الملتهمة للخشب، والتي يبعث صوتها الراحة في نفس الضيوف. في الواقع، تُعدّ المدفأة الحجرية الضخمة في غرفة هنتس روم مثالية لليلة من الاسترخاء في أحضان كرسي ناعم واحتساء كوب من الكاكاو الساخن. ومع حلول وقت العشاء، فلن يجد الضيوف مكانًا أمثل من فيشرمانز لوغ، حيث تلقي مدفأة الحطب ظلالها البرتقالية الدافئة على مجموعة من تذكارات الصيد الآسرة.

وكما كانت منارة بلاك هيد يومًا مرشدةً لأشهر السفن في العالم، بما في ذلك سفينة التايتنك، ها هي اليوم توجّه الضيوف نحو إقامة فاخرة تمتاز بالخدمة الذاتية. فمن أعالي جرف في مدينة بلاك هيد في الشاطئ الشمالي لمقاطعة بلفاست لوف، توفر هذه المنارة ملاذًا هانئًا قبالة المناظر البحرية الخلابة ووسط أجواء هادئة على وقع أنغام النيران الدافئة مساءً.

 

مهرجانات الطعام

 

تُعرف مقاطعة أرماغ الواقعة في شمال أيرلندا بأنّها “مقاطعة البساتين”، وذلك نظرًا لوفرة بساتينها المليئة بالتفاح. وعليه، فإنّه لمن الطبيعي أن تحتفي هذه المقاطعة في شهر سبتمبر من كل عام بخيراتها، وأن تنظّم نهاية أسبوع فود آند سايدر تزامنًا مع ذروة موسم الحصاد. ويمكن للضيوف بهذه المناسبة الاستمتاع بتناول المأكولات المحلية الشهية ووجبات غداء لذيذة ومجموعة متنوعة من شراب التفاح وسط البساتين البهية. علاوةً على ذلك، فيمكنهم المشاركة بالجولات الممتعة وتبادل أطراف الحديث وقضاء وقت من العمر! تبدأ فعاليات نهاية أسبوع فود آند سايدر هذا العام في 7 سبتمبر، وتستمر حتّى 10 سبتمبر.

 

في المقابل، يشتهر مهرجان غالواي الدولي للمحار والمأكولات البحرية على الساحل الغربي لأيرلندا بكونه أقدم مهرجان للمحار على مستوى العالم وأحد أكثر مهرجانات الطهي التي لا تزال مستمرة منذ زمن في أوروبا. وتُصادف هذه الفعالية الضخمة كونها افتتاحًا لبطولات المحار الأيرلندية والعالمية (أو ما يُعرف باسم “شوكينج”)، إلّا أنّ الضيوف مرحّب بهم للاستمتاع بالفعاليات الترفيهية، والتي تشمل المسيرات المفعمة بالحيوية ومسارات المأكولات البحرية اللذيذة والموسيقى الآسرة، وأهمّها منيات المحار الوافرة!

 

ومن 29 سبتمبر حتى 1 أكتوبر، ستستضيف مقاطعة كيري، وتحديدًا جزيرة دينجل الجامحة والآسرة، مهرجان دينجل فود فستيفال. وإذا ما أردنا وصف هذا المهرجان ببساطة، فهو وليمة تشبع الأعين والبطون على حدّ سواء. ففي دينجل، الجنة الساحلية، سيعرف الضيوف معنى جوهر الجاذبية الأطلسية الجامحة، وسيمتّعون براعم ذوقهم بمأكولات بحرية لذيذة طازجة يكمّلها استقبال دافئ من سكانها المحليين المضيافين. ولعلّ أبرز فعاليات هذا المهرجان هو فعالية تايت ترايل، وهو عبارة عن مسار يزخر بالأطباق الشهية التي تقدّمها أركان المشروبات والمقاهي والمطاعم والمعارض الفنية والمحلات التجارية في جميع أنحاء المدينة.

 

أمّا في مدينة كيلكيني، فتمتزج عوالم العصور الوسطى والحديثة معًا بسلاسة، لتولّد منطقة حضرية تنضح بالثقافة والإبداع والكاريزما. وتقدّم المدينة للضيوف فرصة عيش سحرها عبر مهرجان سايفور كيلكيني، حيث يمكن لهم  تذوق الطعام اللذيذ وسط سوق خارجي ساحر يقع في ظلال قلعة كيلكيني، كما والمشاركة في دروس رئيسية آسرة ومحادثات جذابة وعروض رائعة وغير ذلك الكثير، وذلك في الفترة الممتدة من 27 إلى 30 أكتوبر.

 

وفي حين أنّ مدينة كينسال الساحلية الخلابة تُعدّ وجهة لا تقاوم لعشاق الطهي على مدار العام، إلّا أنّ سحرها يزداد في شهر أكتوبر، فهو شهر استضافة مهرجان كينسال جورميه.  وتكثر الفعاليات في المدينة بمناسبة المهرجان، إلّا أنّ أبرزها هي فعالية ماد هاترز تايست أوف كيسال، وهي عبارة عن جولة على جميع أعضاء دائرة كينسالز جود فود الأحد عشر، ليتمكّن الضيوف على إثرها من الاستمتاع بأشهى النكهات في المدينة.

 

 

الأنشطة الخارجية

 

ولأنّ الخريف هو موسم الحصاد، فما من نشاط أمتع من زيارة أسواق المزارعين، الكبيرة منها والصغيرة، وتبضّع الأطعمة الطازجة مباشرة من المزارع. ومن أبرز هذه الأسواق سوق ساينت جورج في بلفاست والسوق الإنجليزي في كورك، حيث يمكن للضيوف العثور على أجود المنتجات العضوية.

 

وعوضًا عن ذلك، يمكن للضيوف زيارة مقاطة أرماغ، مقاطعة البساتين وموطن تفاح براملي الشهير الذي يحمل وسم مؤشر الجغرافي المحمي من المفوضية الأوروبية. خلال زيارتهم، يمكن للضيوف تعلّم كيفية تحضير الخل والمربى والعصير من التفاح بمفردهم.

 

ولا معنى من رحلة إلى أيرلندا ما لم تتكلّل بنزهة في غاباتها الملوّنة ووديانها وسواحلها، فهذه الوجهات لوحدها تعتبر لوحة فنية زاهية تأسر الأذهان والأبصار. ويعدّ كلّ من مهرجان ويكلو للمشي ومهرجان وي بينيان للمشي في منطقة مونز في مقاطعة داون خير فرصة لاغتنام فرصة التنزه في كنوز أيرلندا الطبيعية، لا سيّما وأنّ كلا المهرجانين قد صمّما ببراعة مسارات مشي منظمة ساحرة، ما يضمن للضيوف نزهات استثنائية.

Share.

Comments are closed.